أتظُــــنُّ أنّــــــي عائــــــدٌ لحيــاتـــي؟
إنَّ الحيــاةَ تفيــضُ عنــدَ ممــاتــــي
فأنـــا الـــذي أيتمْــتُ طفلــيَ مــــرّةً
أيتمْـــتُ طفــلَكَ أكثــــــرَ المــــــرّاتِ
وأنا الذي أفنيتُ عمريَ فـي الوغــى
كـي أصنــعَ التاريـخَ فـي الغـــزَواتِ
فوضعْتُ سيفـي تحـتَ نَحـرِكَ كُلَّمـا
حاولْــتَ تخطُــو أحمــرَ الخُطُـــواتِ
وأنــا الـــذي مرّغْــتُ أنفـــكَ بالثّـرى
وكشفْــتُ عنــكَ السِّتــرَ والعــــوْراتِ
وأذقْتُـــكَ الإذلالَ يومـــــاً حيــــــنما
قرّرْتَ تمحـــو فـــي الدِّيـــارِ ثَبـاتــي
فأنا الثّبـاتُ، من السُّقــاةِ، أنــا الــذي
أروي بســاتيــنَ الجنـــوبِ بذاتـــــي
وأنا النواةُ، مِـنَ الأبـاةِ، أنـــا الحِمــى
أحمـي بــلادي مــن لَظــى الجمَـراتِ
فأنــا ابنُ هـــذي الأرضِ أزرعُ تُربَهــا
حَــــبّاً وحُــبَّ مــواســــمِ الثّمَـــــراتِ
وانا ابنُ ذاكَ الصّخرِ وسْطَ مروجِنــا
صلـــبٌ.. غَنــيُّ الشّــــوقِ والعبَــراتِ
وأنــا ابــنُ مهـديّ الزمــــانِ وشبـلُــهُ
شوقــاً إليـــهِ أذوبُ فـــي الصَّلَــواتِ
وانا ابــنُ نصـرِاللهِ مُــذْ حملَ اللــــوا
حتّــى غــــدا قمــراً ينيــــرُ جهـاتــي
مــاضٍ إليــكم يــــا عِيــالَ قُريْظــــةٍ
يا لعنــــةَ الرحمــنِ فــــي الخلـــواتِ
مــاضٍ إليكــم يــا شُتــاتَ ديارِكــــم
قـد حـــانَ موعـــدُ رحلِـكُم كشَتَــاتِ
تلــك البنــادقُ كــــم أتــوقُ لهيبَــهــا
ورصاصُــها فــي القلـــبِ كالزّخــات
تروي حنايا القلبِ من وجَعِ الأســى
والنصــرُ حتمــاً آخــــرُ الصفَحــــاتِ
يونس يونس