اعلاميون واعلاميات ضد الشذوذ الجنسي
اعلاميون واعلاميات ضد الشذوذ الجنسي
       
دولياتمقالات

أميركا وإيران بين الإستفزاز والتحريض والعداء والترويض

د. شريف نورالدين بتاريخ: ١٣ / ١١ / ٢٠٢٣ م.

اميركا وايران بين الاستفزاز والتحريض والعداء والترويض

أولا لا بد من الوقوف عند الرؤية الاستراتيجية الاميركية في الصراع مع ايران والعودة للوراء في الزمن حول حروب اميركا في منطقة الشرق الاوسط…

بداية من غزو العراق واحتلاله ونهاية مرحلة حكم صدام حسين الى غزو افغانستان، ما هي الا حروب من اجل النفوذ والاقتصاد والهيمنة على النفط والثروات والمال وتوتير المنطقة بشكل دائم ومستمر ما بين العرب وايران وهذا ما نشهده منذ ما لا يقل عن عقدين من خلال الحرب الدائرة على اليمن وتشكيل حلف دولي ضدها لتأجيج الصراع بين العرب واليمن تارة وسوريا تارة اخرى والعراق احيانا والذي يطال ايران بشكل مباشر وأشغالها في هذا الصراع للابتعاد عن قضية فلسطين وتحريرها ومن اجل بقاء الاحتلال وهناك تحالف عربي بايعاز اميركي ايضا من أجل تأجيج هذا الصراع مع ايران ومحورها ، وهذا ما يؤدي الى حاجة العرب الدائم لوجود الاميركي في منطقة شرق الأوسط واسلحتها والتجارة معها…

أما حرب اميركا في أسيا الوسطى ومن خلال غزو افغانستان واحتلالها هي حرب نفوذ ضد الروسي بشكل أساسي ولكن مع تطور الاحداث داخل افغانستان في حربها مع طالبان وغيرها وتكبدها خسائر فادحة في المال والعتاد واهدار الوقت ، جرى تعديل في الخطط الاستراتيجية لدى الادارة الاميركية في توجيه الصراع الطالباني باتجاه ايران مستقبلا وهذا ما حذى بالاميركي بالاندحار عن افغانستان تاركا خلفه كميات هائلة من السلاح والعتاد بيد طالبان ومع الافراج عن بعض الاموال لتعزيز قدراتهم وامكانياتهم لتبقى طالبان ساحة قلق وارباك كبير لايران باعتبارها مجالها الحيوي السياسي والامني والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعقائدي المختلف مع ايران، ومن الناحية الجيوسياسية هو أمر مهم جدا لاميركا من خلال وجود عدو عقائدي لايران على حدودها و لبقاء المنطقة ساحة توتر وصراع مفتوح حاضرا ومستقبلا على ايران وعلى النفوذ الروسي وتعطيل النفوذ الاقتصادي الصيني ومشروع حزام الطريق، وهذا ما عملت عليه اميركا ودفعت به من خلال انعقاد قمة مجموعة العشرين، باتجاه مشروع “ممر” طموح من شأنه أن يربط الهند وأوروبا، عبر خطوط السكك الحديد والنقل البحري تمر بالشرق الأوسط، مع دور قيادي للسعودية.

وتمّ التوقيع على اتفاق مبدئي، السبت (التاسع من سبتمبر/ أيلول 2023) في نيودلهي، بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقاً لبيان نشره البيت الأبيض.

وقال جو بادين، معلّقاً على هذا التوقيع “إنه أمر مهم حقاً”، متحدثاً عن اتفاق “تاريخي” خلال مشاركته في ندوة جمعت القادة المعنيين.

كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنّ المشروع “أكبر بكثير من مجرّد سكك حديد أو كابلات”، مشيرة إلى “جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات”.

وأشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أنّه “ضمن هذه الفكرة (الممر اللوجستي الجديد)، هناك منافسة مع طرق الحرير”، معتبراً أنّ إعلان نيودلهي “مجرّد بداية لقصة طويلة”…

ثانيا ما يجري اليوم من حرب دائرة على أرض غزة وشعبها ليس بجديد في ظل الصراع العربي الاسرائيلي، ومع تحول معظم دول الخليج العربي باتجاه التطبيع مع اسرائيل تم القضاء على هذا المفهوم من الصراع، بل أكثر من ذلك عملوا ويعملون جاهدين منذ سنوات على نهاية والغاء ما تبقى من قضية فلسطين وشعبها، ومن خلال الصمت العربي والدولي بداية والتنسيق ثانيا والاتفاق ثالثا على ترانسفر قديم جديد لما تبقى من شعب فلسطين الى خارجها بين ارض سيناء مصر والعقبة الاردن وصحراء ليبيا، مما حدى بذلك الى تحول كبير من نظرية الصراع العربي الاسرائيلي الى الوجود الفلسطيني على ما تبقى من أرضه المعترف فيها دوليا في اتفاقية اوسلو واقامة دولته عليها…

ثالثا وفي ظل هذه المتغيرات والتعقيدات التي طرأت في الحرب على غزة اخيرا وليس أخرا، تحول الصراع من دائرة الأفق العربي الى دائرة فلسطينية أثناء انتفاضة الشعب الفلسطيني عام ٢٠٠٠ في الضفة الغربية لاحقا الى دائرته الضيقة والمختذلة على ارض غزة مع حماس والفصائل الاخرى، وهذا ما تسوق له معظم دول العالم العربي والاسلامي والاوروبي والاميركي بشكل أساسي والاسرائيلي بشكل رئيسي من خلال هالة اعلامية عالمية كبيرة واعلان الدولة اليهودية مع نهاية حربهم والتي صوت عليها الكنيست إقرار إسرائيل قانون “يهودية الدولة” في 19 تموز 2018…

رابعا مع كل ما يحدث على غزة وأرضها وأهلها من قتل ودمار تبقى أنظار العالم كل العالم شاخصة على ايران ومحورها في الانخراط بشكل كبير في ظل التهديدات والتعزيزات العسكرية والامنية واللوجيستية والمالية الاميركية الاوروبية في شرق بحر المتوسط ومياهه بالقرب من حدود وشواطئ منطقة الصراع الداعمة بشكل مطلق لاسرائيل وحربها على غزة والفيتو الحاضر دائما لعدم وقف اطلاق النار في حين يعلن الجميع متحدثا عن عدم توسيع الحرب اقليميا لتشمل المنطقة كلها…

خامسا اذا من يريد الحرب ؟ هما أثنان لاثالث لهما لديهما المصلحة الكبرى في توسبع دائرة الحرب لتصبح ايرانية اميركية الى جانب مكوناتهم بشكل مباشرحتى لو أدت الى حرب عالمية وعلى حساب الكوكب وما عليه، ولا شك مع توسع هذه الحرب من خلال المنظرينن والمحرضين والاستفزازيين لها ، ستؤدي في النهاية بشكل أو بأخر الى حرب كونية تنخرط بها دول نووية كبرى.

أما من يريد هذه الحرب هو نتنياهو وحكومته وقادة متورطون ومتطرفون، للتعمية على فشلهم وللهروب الى الامام للتفلت من الحساب والعقاب لهم أمام مجتمعهم وشعبهم، وأيضا ليحمل كل من يدعمهم وزر الحرب الكبرى التوسعية للقضاء على ايران وحلفائها وهذه بنظرهم فرصة تاريخية أنية كبيرة لهم وتاريخية ممكن ان لا تتكرر في ظل هذا الدعم الدولي، ومن هنا نرى استفزاز نتنياهو ومن معه لايران ومحورها …

ومن الملاحظ أيضا ان من يريد توسيع الحرب واشتعالها بين الاميركي والايراني لتشمل المنطقة بأكملها لتطال ايضا سوريا والعراق واليمن ولبنان هم أعداء ساحات المحور الايراني أو البعض الأخر يسميها الهلال الشيعي، ليست ألا الجماعات الاسلامية المتطرفة أو من يدعون الاسلام وعلى رأسهم داعش والرحم الذي أنجبها وولدت منه وغيرها،ومن هنا نرى تحريضهم ودفعهم بقوة لحرب بين اميركا وايران للقضاء عليها وعلى قوتها وقوة حلفائها، وفي الوصول والنجاح الى فعل ذلك يكون نتنياهو والتطرف( اليهودي الاسلامي ) وهذا أيضا يتلائم ويتناسب معهما من حيث الزمان والمكان…
ومن هنا قد أصابوا مرتان مرة بالقضاء على ما تبقى من فلسطين ومرة بالقضاء على قوة ايران وحلفائها…

لذا باعتقادي أن الاميركي والايراني يعيان ذلك، ولذلك لا مصلحة لهما في في حرب كبرى فيما بينهما من حيث التوقيت والزمان لمن يشتهيها وان كانت تتلائم مع المعتقد من حيث المكان، ولو ارادوها لحصلت منذ عقود وما يمنع ذلك الكثير الكثير من الأثمان…

وأخيرا وليس أخرا ! هي النظرة الاستراتيجية الاميركية اتجاه ايران من خلال سياسة عقوبات والهاء وترويض لا حرب الغاء وانهاء وتدمير وللعرب ترغيب وترهيب وتخويف من ايران والتحريض والعداء لها والتفويض للحرب عليها…

وفي حال جرت الرياح بما تشتهي السفن للكلام تتمة…

ويبقى السؤال هل سينجح التحالف العربي الاميركي الاوروبي الاسرائيلي بتغيير الواقع داخل عزة؟

إن غداً لناظره قريب…

بلال مشلب

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى