اعلاميون واعلاميات ضد الشذوذ الجنسي
اعلاميون واعلاميات ضد الشذوذ الجنسي
       
باقلامكم

كورونا في وسائل التواصل الإجتماعي بقلم الدكتورة فيولا مخزوم

كورونا في وسائل التواصل الإجتماعي بقلم الدكتورة فيولا مخزوم
تزامُنًا مع هيمنة شبكات التواصل الإجتماعي على المجتمع، علينا جميعًا التحلّي بالمسؤولية الأخلاقية من خلال التحقّق من الأخبار وصحتها، ومصداقية مصدرها قبل نشرها، وأنّ لا تُستغل هذه المنصات لنشر الأخبار الكاذبة التي تتعارض مع القيم والمبادئ والثقافات. وبما أنّ الانسان يطمحُ دومًا للتواصل بفطرته من أجل نقل المعلومات وتلقيها بمختلف أنواعها وأهدافها، فلا بد أن يتم هذا التواصل والإتصال وفق أطر وأنظمة معينة تُلبّي إحتياجات المُجتمع ورغباته بصورة صحيحة وإيجابية. لأنّ الإشاعة اليوم تصل إلى مختلف بقاع الكرة الأرضية خلال جزء من الثانية.
كما إنّ تعمُّد إثارة البلبلة في البلاد، لا سيما أثناء مرورها بالأزمات، كما يحصل في مجتمعاتنا اليوم وطريقة التعاطي مع إنتشار فيروس “كورونا”، هو سلوك عدواني ناجم عن شخص غير مسؤول، ومع ذلك ما زال البعض من رواد التواصل الإجتماعي يعمدون الى نشر معلومات غير موثوقة قد تتسبب بزعزعة الأمن، أو إثارة الهلع بين الناس، عملًا بالمقولة التي تنصُّ على أنّ الإشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدُّقها الغبي، وهي من أخطر أدوات الحرب النفسية، حيث يقول الله تعالى في كتابه الشريف:
﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ (سورة النور، الآية 15)
لذلك على مروجي الإشاعات، وناقلي الأخبار دون تثّبت أن يدركوا خطر ما يرتكبون، لأنّ الكلمة أصبحت مسؤولية كبيرة في زمن ثورة التواصل الإجتماعي، وسرعة انتقال الأخبار، في مجتمعات كثرت فيها الفتن، واضطراب الأحوال، والتباس الأمور. وأكثر ما نحتاجه اليوم لتخطي هذه الأزمة هو الكثير من الوعي، والشجاعة في إحتواء ما نحن به، وتحمّل المسؤولية اتجاه أنفسنا، وعائلاتنا، ومجتمعاتنا، والإلتزام بكافة الإرشادات الوقائية التي ينصح بها أهل الإختصاص حصرًا وهم الأطباء، والصبر والتغلب على الوهم والخوف. فلقد غيّر “كورونا” نظرتنا الى الحياة، وبرهن بأنّ الجميع متساوون أمام قانونه، فهو لم يميّز بين غنيّ ولا فقير، يصيب الشاب، والعجوز، يصيب المتسول، والسلطان. نعم يا سادة لقد غير “كورونا” المفاهيم، وقلب الموازين، فلا مكان الان للـ “أنا”، بل اليوم يحتم علينا العمل كـ “نحن”، لأننا إما سنحيا معًا أو سنموت معًا. فلنصنع من ضعفنا قوة، ونقاوم ونواجه بكل ما أوتينا من معرفة وحكمة ووعي.

بلال مشلب

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى