الخطوة الثانية للثورة الإسلامية في ندوة حوارية بحضور نخبة من الباحثين العرب والإيرانيين.
الخطوة الثانية للثورة الإسلامية في ندوة حوارية بحضور نخبة من الباحثين العرب والإيرانيين.
نظمت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان، بالتعاون مع المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق، ندوة خاصة للنقاش تحت عنوان “مقاربات عربية لبرنامج الخطوة الثانية للإمام الخامنئي”بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين والعلماء .
وتأتي هذه الندوة في أجواء الذكرى السنويّة الحادية والأربعين لانتصار الثّورة الإسلاميّة في ايران، ودخول الجمهورية الإسلامية فصلاً جديداً من الحياة.
وبدأت الندوة بعرض تقرير مصور يستعرض مراحل الخطوة الأولى للثورة الإسلامية خلال العقود الأربع الماضية منذ انتصارها وحتى دخولها عقدها الخامس.
وقال المستشار الثقافي الإيراني في لبنان، د. عباس خامه يار، في كلمة له خلال الندوة، أن قائد الثورة الإسلامية، الإمام السيد علي الخامنئي كان يدرك منذ الماضي أن مسار التحولات ينطوي على أهمية استراتيجية لأي شخصية مفكّرة.
وأردف أن النقطة الأولى في مجال السياسة الخارجية التي طرحها الإمام الخامنئي هي أن إيران لم تبادر أبداً إلى أي نوع من أنواع الحروب والنزاعات، أو خلق توترات مع حكومة وبلد آخر، بل إن الآخرين هم من بادروا إلى التوترات والنزاعات والمؤامرات ضد إيران.
وأضاف خامه يار، أن هذه القضية بالغة الأهمية لأنها تظهر السياسة الخارجية السلمية والإيجابية للجمهورية الإسلامية وحرصها على التعاون مع الدول الجارة، ولا تسعى أبداً إلى خلق اضطرابات أو سلب الإستقرار في المنطقة، موضحاً أن هذه تهمة تُلصق بالجمهورية الإسلامية.
وتابع: لقد صرح قائد الثورة الإسلامية بأننا لم نكن أبداً المبادرين لكن متى ما تم استفزازنا، فإننا سنرد وبقوة، لذلك فإن عدم التصعيد من قبل إيران لا يعني ضعفنا، لافتاً إلى أن إيران ورغم قوتها، لا تبادر إلى زعزعة الإستقرار، ولذلك عندما فرض الآخرون أموراً من هذا القبيل على إيران، قمنا بالرد بقوة، وسوف نرد بالمستقبل، وهذا دليل قوتنا، ولكننا لم نستغل أبداً هذه القوة بشكل سلبي.
وأشار المستشار الثقافي الإيراني إلى أنه في نظرة سريعة إلى الأحداث، وإلى الإضطرابات في الدول العربية المجاورة والقواعد العسكرية التي شُنّت منها الحروب ضد بعضنا البعض يكفي لأن نقول إيران لم تكن ضليعة بأي تطور أو اعتداء عسكري على مدى العقود الأربع الماضية.
وأضاف، النقطة الأخرى بما يتعلق بالسياسة الخارجية، هي أن الإمام الخامنئي أشار إلى أن الثورة الإسلامية في إيران منذ البداية حتى اليوم لم تكن أبداً دموية وعديمة الرحمة، هذا رد على منهجية الجماعات التكفيرية التي أظهرت للعالم الإسلام العنيف والمتوحش والمقزز لكي يخاف الناس حول العالم وحتى المسلمين من الإسلام الأصيل، ويشمئزوا منه، ويحولوا دون أن تبلغ رسالات الإسلام مسامع الناس حول العالم.
ودعا خامه يار إلى تبرئة ساحة الإسلام من وحشية هؤلاء، والإعلان للعالم أن مثل هذه الحركات لا علاقة لها بالإسلام.
وختم المستشار الإيراني بالقول، بعد مرور أكثر من 40 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية في إيران لا يزال هاجس الغرب وخاصة أمريكا هو أساس الثورة، أي أنها لم تكتفِ بعدم مجاراة الثورة الإسلامية والنظام المنبثق عنها وهو الجمهوية الإسلامية، واعتبرته تهديداً لها، مشيراً إلى أن خلال فترة حكم الرئيس الحالي دونالد ترامب، تم شنّ أكبر عدد من الهجمات على الأسس الثورية للجمهورية الإسلامية.
واعتبر الخبير في الشؤون الإيرانية، محمد شمص، أن بيان الإمام الخامنئي حول الخطوة الثانية للثورة إنما هو استراتيجية شاملة وخارطة طريق بيّنة وواضحة للثورة الإسلامية في خطوتها الثانية.
وأضاف في كلمة افتتح بها الندوة، أن الإمام الخامنئي شدد في بيانه على الأمل بالمستقبل وأشار إلى دور الشباب في تحقيق هدف الثورة الكبير وهو صناعة الحضارة الإسلامية.
من جانبه، رأى رئيس المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق، د. عبد الحليم فضل الله، أن هذه الوثيقة الهامة لإيران وللمنطقة يمكن أن تكون منطلقاً للحوار حول مستقبل هذه المنطقة ومستقبل دولها.
وأوضح في كلمة له خلال الندوة، أن النموذج المُقدّم في هذه الوثيقة هو نموذج الثورة الإسلامية خارج الخصوصيات العميقة لإيران وخارج الخصوصية الخاصة بالمسلمين وحدهم.
وتابع أن ما نلاحظه في البيان هو أن الإنجازات لم تكن فقط بالتضحيات أو المكاسب المادية، وإنما هي قائمة من العناوين التي تنطبق على إيران ويجب أن تنطبق على غيرها من الدول، لافتاً إلى أن الشعب الإيراني كان له دور أساسي في هذه التجربة لا يمكن إغفاله.
إلى ذلك، أكد الباحث السياسي رياض صوما، أن بيان الإمام الخامنئي يمثل رؤية استراتيجية شاملة لموقع إيران في المنطقة والعالم وفي موقع الثورة في تاريخ المنطقة والعالم.
وأكد صوما أن هذه الرؤية شكّلت تحدياً كبيراً للنظام الدولي بإشراف قائدة الإمبراطورية أي الولايات المتحدة الأمريكية، في لحظة تاريخية افتقدت فيها أي قوة ثورية في العالم إلى سند حقيقي.
بدوره، شدّد الباحث الإسلامي، الشيخ محمد الزغبي، أن قوى الإستكبار ومن خلال سعيها لإسقاط الثورة الإسلامية في إيران، إنما تريد أن تُسقط الإسلام من المعادلة السياسية.
وفي هذا الإطار، دعا الشيخ الزغبي كل مسلم وكل حرّ إلى المحاولة بكل الإمكانات أن ينحاز إلى الجمهورية الإسلامية في مواجهة الإستكبار العالمي.
ثم تحدث عدد من الباحثين والمفكرين عن برنامج الخطوة الثانية للثورة الإسلامية في إيران والذي كان قد عرضه الإمام السيد علي الخامنئي، في بيان، وتناول فيه الإنجازات والتحديات التي واجهتها البلاد خلال الأربعين عاماً الماضية، ويضع تصوّراً وتوصيات للشباب حول كيفية مواجهة التحديات المقبلة ضمن الخطوة الثانية للثورة والتي تشمل السنوات والعقود المقبلة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.