أعلن مركز سرطان الأطفال في لبنان في بيان أصدره لمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي يصادف اليوم الثلاثاء، أنه يعمل راهنا على “تطوير البيانات الخاصة بالسجل الوطني لسرطان الأطفال”، مجددا دعوته المجتمع اللبناني إلى دعم “صندوق إنقاذ” المركز لتمكينه من الاستمرار خلال سنة 2020 في توفير العلاج من دون مقابل لنحو 300 طفل يشكلون 40 في المئة من مجمل حالات سرطان الاطفال في لبنان.
وقال رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور سيزار باسيم، ضمن شهادات مسجلة بالفيديو لقياديي المركز سيتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في إطار حملة عالمية أطلقها الاتحاد الدولي للسيطرة على السرطان (UICC) بمناسبة اليوم العالمي: “الأمر الأكثر شجاعة الذي يمكننا القيام به لمواجهة السرطان هو الاستمرار في التزامنا دعم المرضى وموفري الرعاية والباحثين وجميع المعنيين، والعمل على تعزيز العلاج النوعي العادل، وعلى إتاحة فرص الحصول على العلاج للمزيد من الأطفال والسعي إلى زيادة معدلات الشفاء.
وعالج المركز منذ افتتاحه في نيسان 2002 أكثر من 1740 طفلا من دون أي كلفة على أهلهم، وقدم نحو خمسة آلاف استشارة طبية، وبلغ معدل نسبة نجاح العلاج 80 في المئة”.
أضاف: “نحن نؤمن بقوة مرضى السرطان، وسنواصل مساندتهم، وسنعمل على زرع الأمل لديهم، في انتظار أن يتم إيجاد علاج لجميع المرضى”.
وتحدث أيضا عدد من أعضاء مجلس أمناء المركز ردا على سؤال عن “الأمر الأكثر شجاعة الذي يمكن القيام به هذه السنة لمواجهة السرطان”، فشدد فاروق جبر على عزم المركز على “الاستمرار كما بدأ، مع شركائه، في توفير أفضل العلاجات للأطفال”، في حين أكدت سلوى سلمان “القيام بكل ما أمكن للقضاء على السرطان”. وقالت لارا دبس: “نتغلب على السرطان بإظهار الدعم والحب للمرضى حولنا”.
وأجابت المديرة العامة للمركز هناء الشعار شعيب عن السؤال بقولها: “الأمر الأكثر شجاعة الذي يمكننا القيام به هو مواصلة القتال ضد السرطان، ايا كانت الظروف، مع تصميم أكبر وإيمان أقوى، لأن ما نقوم به في هذا المركز مهم جدا”.
أضافت: “من هذا المنطلق، وبفضل دعم المجتمع من خلال صندوق الإنقاذ، سنتمكن من الاستمرار في توفير العلاج لنحو 300 طفل خلال سنة 2020 وسنحرص على ألا نتوقف أبدا عن إنقاذ حياة الأطفال وزرع الأمل في نفوسهم”.
وذكر البيان بأن المركز يعتمد كليا على جمع التبرعات لتحقيق مهمته، وينفذ برامج عدة لجمع التبرعات بهدف بلوغ 15 مليون دولار وهي حاجة المركز السنوية، علما أن معدل كلفة علاج طفل واحد هي 55 ألف دولار سنويا، على مدى ثلاث سنوات هي مدة العلاج. ونظرا إلى الأزمة الاقتصادية التي عاشها لبنان خلال السنتين الأخيرتين، كثف المركز جهوده الرامية إلى جمع التبرعات وإلى اعتماد خطة لعصر النفقات، سعيا إلى ضمان استمرار خدماته للأطفال المرضى. ولكن رغم ذلك، يعاني المركز عجزا قدره مليونان ونصف مليون دولار في موازنته لسنة 2019، وتشير التوقعات إلى صعوبات أكبر في المرحلة المقبلة.
وأعلن المركز في كانون الأول 2019 “صندوق إنقاذ” يهدف إلى جمع عشرة ملايين دولار لتمكينه من الاستمرار خلال السنة المقبلة في توفير العلاج من دون مقابل للعدد نفسه من الأطفال المرضى، علما أن عائدات البرامج والحملات التي يقيمها عادة لجمع التبرعات للوصول إلى موازنته السنوية، ستتأثر نظرا إلى الأوضاع الراهنة.
وفي سياق متصل، أوضح المركز أن جهوده مع وزارة الصحة العامة لتطوير البيانات الخاصة بالسجل الوطني لسرطان الأطفال، تتركز على جمع المعلومات وطرح حل إلكتروني يسهل العملية بمجملها، سعيا إلى مساعدة الجهات الرسمية على بناء قاعدة بيانات يتم على أساسها وضع الخطط الوطنية”.
وأشار المركز إلى أنه يعمل على زيادة الوعي بالمرض، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه سيجري استطلاع رأي، ضمن إطار استطلاعات مماثلة يتم إجراؤها في كل أنحاء العالم، يهدف إلى “تكوين صورة عن نظرة اللبنانيين وتصوراتهم في ما يتعلق بالسرطان، والعمل بناء عليها على أعداد برامج لتحسين تقنيات الوقاية وتشجيع الكشف المبكر وتعزيز فرص الوصول إلى العلاج الشفائي والعناية التلطيفية”.