ورحل الملاك…
نعت إدارة ثانوية فتاة لبنان لراهبات القربان المقدس بيت حبّاق-جبيل تلميذها الطفل إيليو بطيش، وكتب على صفحتها على الفايسبوك :قد بلغ الكَمالَ في أيّام قليلة؛ فكان مستوفيًا سنينَ كثيرة.
حكمة ٤/ ١٣
ورحل الملاك…
صراعٌ مريرٌ عاشه طفلُ التسع سنوات في معركته مع مرض السّرطان. إيليو بطيش تلميذنا الحبيب هو اليوم في حضن أمّنا العذراء، كيف لا وهو من فرسانها ؟
هذا البريء المتميّز أخلاقيّا والمتفوّق علميّا، والمصّر عل متابعة دروسه أثناء تلقّيه للعلاج في المستشفى ، المحبوب من الجميع خصوصًا رفاقه الّذين حتّى اليوم ما زالوا يسألوننا وقلوبهم تنطق ببراءة الأطفال ، “متى سيعود إيليو ؟ إشتقنا اليه.”
ماذا سنقول لهم وهم أطفال لا يفهمون بعد لغة الفراق؟ أمّا نحن الكبار وبرحيل إيليو فهمنا جيّدا أنّ الله أراده في مدرستنا ليكون علامة فارقة ، نعم هذا الصّغير الكبير الملتزم بقلب الكنيسة، وجوده كان نعمة بيننا في قلب مدرستنا وسيبقى كذلك . إنّه رسالة لنا ولتلاميذنا كي نعلن رسالة المسيح في حياتنا من خلاله، هو الذي استسلم لمشيئة الله وعنايته حتّى أنّه قال في آخر أيّامه : ” لا تخافي يا أمّاه بقي لدّي ربع الّصليب”
هذا الوعي الكبير لطفل صغير علّم عائلته البيتيّة وعلّمنا نحن الأسرة التربويّة الإنفتاح على مشيئة الله لنقبلَ ونتقبّلَ ألم الفراق، فنحن أبناء الرّجاء
المسيح قام .