اعلاميون واعلاميات ضد الشذوذ الجنسي
اعلاميون واعلاميات ضد الشذوذ الجنسي
 
مقالات

منشآت حيوية

منشآت حيوية *
*كتب زياد الزين

مدير منشآت النفط في الزهراني

  • تجدر قراءة الوضع القانوني لأي مؤسسة ، قبل اعتماد موقف مبدئي ، من خلال التصنيف الايجابي الجامح ، أو الموقف السلبي المتطرف، أو حتى الحياد المتفرج ، حول ضروريات حيوية الدور الهام لمؤسسات مستقلة، تتمتع بالمرونة الإدارية والمالية، تلبية لعمليات تجارية في الاستيراد والبيع ، مع خضوعها لرقابة ديوان المحاسبة اللاحقة ، والاقرار بتصنيف المداخيل تحت وصاية المال العام ، فتلك مبادئ عمرها عشرات السنوات ، منذ تخلي الشركتين الأميركية في الزهراني والبريطانية في طرابلس عن الإدارة المباشرة للمصافتين ، وتسليمهما إلى إدارة الدولة غير المباشرة بخضوعهما للمرسوم ٧٩/٧٧
  • لقد كانت مطالعة ديوان المحاسبة الأخيرة ، وإنني حرصا على عدم التعميم ، لن اتطرق لرقم المطالعة وتاريخها ، الا أننا وبعد عدة اجتماعات مع طاقم قضاة ، يهضم الإدارة بحكمة وموضوعية وشفافية في كل مفاهيمها ، وهو ما دفعنا للمثول أمام لجنة راقية متمرسة، دفعت من جهة لتأكيد دور الديوان المحوري في المراقبة ، ومن جهة موازية منح المنشآت النفطية، هامش متاح من المرونة في الآداء ، حتى تتمكن من القيام بالأنشطة التجارية الربحية، كما والسماح لها لأول مرة ، فتح حسابات مالية في مصارف خاصة ، تمكينا للجباية، وإدارة المال بأكثر كفاءة ممكنة ، إذ تتعامل المنشآت مع ١٨٠ شركة توزيع ، والذي يدفع باتجاه اللامركزية الإدارية والمالية ، وتنفيذا للمرسوم المشار إليه أعلاه ؛
  • يؤكد وزير الطاقة والمياه وليد فياض هذه المبادئ الاستراتيجية ، ولكنه يدفع باتجاه ، الحوكمة ، والمكننة، واعلاء شأن أسس الرقابة الإدارية والمالية ، وهو عمليا رئيسا مباشرا للمؤسستين في طرابلس والزهراني ، بغياب التعيينات الإدارية في حكومة تصريف الأعمال ، كما انتهاء مفاعيل لجنة إدارة المنشآت السابقة وعدم تعيين لجنة مقررة بديلة.
  • ويشدد القياديون في منشآت النفط في طرابلس والزهراني ؛ على الخروج التدريجي من مفهوم الشراء الاستهلاكي ، رغم أهميته لتسيير المرفقين، والدفع نحو الاستثمار بالتحسينات الفنية ، التقنية ، الإدارية، والمالية ، وتطوير الأصول الثابتة ، خاصة الخطوط والخزانات والمرابط البحرية ، وعدم اتخاذ قرارات لا تدخل في سلسلة مكننة محكمة مترابطة ابتداء ، من أمر الشراء وصولا إلى الفوترة، مرورا بأعلى معايير الرقابة على التحميل ، لتمكين الاستدامة الاستراتيجية لمؤسسة ، من المزمع أن يكون لها الدور المحوري بموازاة البحث والتنقيب عن النفط والغاز ، وفي مقدمها القدرات الاستيعابية التخزينية ، التي تفوق مثيلاتها في منطقة البحر المتوسط.
  • كما وتؤكد إدارة المنشآت في بيروت وطرابلس والزهراني ، أنها وفي كل عملياتها التجارية لم تتجاوز أصول قانون الشراء العام والأنظمة المحددة فيه ، وتطبيق كل مواد عقد العمل الجماعي المنبثقة من قانون العمل اللبناني.
  • المطلوب من سرد هذه المقالة ، في عجالة المتاح ، خدمة هدف التأكيد على الضرورة الاستراتيجية ، لمؤسسات تخدم الدولة والقطاع الخاص ، وتحقق توازنا ونموا في السوق ، تضمن مئات العائلات ، والأهم أنها لا تشكل أي نزف لموازنة الدولة ، وقد تكون المؤسسة الوحيدة التي لم تتلقى سلفة خزينة لدعم استمراريتها، فهي تتغذى وتنتعش من عملها التجاري المباشر، وتتكفل بالرواتب وكافة المصاريف ذات الصلة ، كما دفع ثمن البواخر الذي عادة ما يفوق ٢٠ مليون دولار للباخرة الواحدة.
  • أخيرا ، إنها لمكانة دور محوري كبير ، أن تكون احتياجات الدولة النفطية ، وفي مقدمها الجيش اللبناني ، على عاتق إدارة المنشآت ، ما يخلق أطر ثقة ودعم.
  • عود على بدء ، التطوير مطلوب في كل المرافق، خاصة في قالب يخضع لإدارة القطاع الخاص ويدير المال العام ، فيه من دقة التنويه بإدارة هذا الملف الحيوي بموضوعية ومرونة والتقيد بالأصول. والأمل كبير في إعادة انتظام دولة القانون والمؤسسات….

بلال مشلب

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى