إيمان مصطفى
هناك في الجانب المقابل من الجدار الحدودي مع فلسطين المحتلة مستوطنون يقتاتون مع الخبز القلق، وفي الجانب اللبناني حياة ملؤها الأخضر. بمحاذاة الجدار الأسمنتي الذي شيده العدو خلف الخط الأزرق على طول حدود بلدة كفركلا الجنوبية، بدأت البلدية بحملة تشجير واسعة في الأرض الملاصقة.
900 شجرة كينا و500 شجرة زنزلخت فرنجي نُصبت في المحلّة في رسالة مُباشرة للعدو. عن هذه الخطوة يقول رئيس بلدية كفركلا الجنوبية حسن شيت لموقع “العهد” الاخباري “أخذنا قرار زراعة هذه البقعة بعد تأمين الأتربة والشجر من مشروع “أخضر على الحدود””، ويضيف إن “اختيار شجر الكينا والزنزلخت سببه نموّها بسرعة، فهي بعد أشهر قليلة ستغطي الأبراج الحديدية وأجهزة التصوير التي ثبّتها العدو على طول الجدار الاسمنتي”.
شيت يؤكد لـ “العهد” أن زراعة الأشجار ستستمر “الى الأبد” وحتى تحرير القدس من رجس الاحتلال، ويُشير الى أن البلدية ستسعى لزراعة ما تيسر لها من أشجار خصوصًا الأشجار المعمرة مثل الزيتون.
ويتحدّث شيت عن أن اليونفيل امتعضت من خطوة بلدية كفركلا، وأشكلت على أن المنطقة تابعة للخط الأزرق، إلّا أنه واجههم من موقعه كرئيس للبلدية قائلًا: “هذه أرضنا وحدودنا أبعد من هذا الخط بكثير”، ويوضح أنه أخبرهم أن البلدية ماضية في المشروع بموافقة أو رفض قوات اليونفيل.
ويلفت شيت الى أن البلدية في فصل الربيع ستعمل على مد شبكات ري للأشجار أيضًا، الى جانب زراعة الزهور مختلفة الأنواع والمناسبة لكل الفصول على جوانب الطريق.
ويؤكد أن أبناء بلدة كفركلا يواجهون همجية العدو وتهديداته بالحياة، وهو ما تُرجم ازدهارًا للبناء السكني على طول الحدود.
وفي معرض استهزائه بالعدو الذي كان ينوي منذ فترة التقدم بشكوى للامم المتحدة ضد حزب الله متهّمًا إياه بأنه يزرع أشجارًا لاستخدامها ضد “اسرائيل””، يقول شيت: “إي الشجر ضدك.. كل ما يقلق بالك ويفسد راحتك سنفعله”.