بين التفوق وجهله والخرق الأمني والعمالة يوازن اللطف الإلهي القوة والهشاشة

د. شريف نورالدين بتاريخ: ١٧ / ٩ / ٢٠٢٤

بين التفوق وجهله والخرق الأمني والعمالة يوازن اللطف الإلهي القوة والهشاشة

في خضم ساحة السياسة العالمية، نجد أن التفوق التكنولوجي أصبح العتبة التي تسعى الدول الكبرى إلى بلوغها، باعتباره وسيلة للتفوق العسكري والاقتصادي والسياسي. في هذا العالم الرقمي المترابط، أصبح من الواضح أن القدرة على التحكم في البيانات، وإدارة الأنظمة الأمنية المعقدة، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة، يُعتبر الحجر الأساسي الذي تقوم عليه هيمنة الدول. ومع ذلك، فإن هذه الهيمنة ليست مطلقة، ولا تضمن الحصانة من التهديدات؛ بل إن التفوق التكنولوجي ذاته، إذا لم يكن مدعومًا بفهم عميق واستراتيجية شاملة، قد يتحول إلى نقطة ضعف قاتلة.

هنا يظهر الجهل ليس على شكل غياب المعرفة التقنية فقط، بل كحالة من العمى الاستراتيجي الذي يُغفل الفهم الكامل للتهديدات المعقدة التي تتربص في زوايا النظام الأمني العالمي. هذا الجهل لا يرتبط فقط بعدم امتلاك التكنولوجيا، بل أيضًا بالفشل في استيعاب أن الخطر قد لا يأتي من قوة عسكرية تقليدية، بل من ثغرة صغيرة غير متوقعة في نظام إلكتروني، أو تسريب معلومات من مصدر داخلي. إن الثقة المفرطة في قدرة التكنولوجيا على توفير الحماية المطلقة هي بذاتها نوع من الجهل، لأنها تتجاهل البعد الإنساني، وتغفل أن العنصر البشري، برغم كل ما يحمله من ذكاء، يظل عرضة للأخطاء وللاستغلال.

وفي قلب هذه المفارقة، نرى الخرق الأمني يتسلل في صمت، كطيف خفي يضرب حيث لا تتوقع القوى العظمى. الخرق الأمني ليس مجرد فشل تكنولوجي، بل هو تعبير عن هشاشة الثقة بالنظم التي تُفترض أنها منيعة. إن هذا الخرق هو ما يجعلنا ندرك أن التفوق التكنولوجي قد يكون سلاحًا ذا حدين: فهو قادر على تحقيق التفوق والسيطرة، ولكنه في الوقت نفسه يُعرِّض الدولة لأعظم المخاطر إذا تم استغلال الثغرات.

وفي المقابل، تتجلى أهمية الوعي الاستراتيجي. فالجهل لا يعني فقط نقص المهارات التقنية، بل عدم القدرة على رؤية الصورة الكاملة. كثيرًا ما تقع الدول في فخ الجهل الاستراتيجي حين تُغفل الأخطار التي تتجاوز حدود التكنولوجيات المتقدمة، والأخطاء البشرية، الاختراقات النفسية، والفشل في إدارة المعلومات الحساسة. ومن هنا، تصبح الهشاشة الأمنية جزءًا لا يتجزأ من معادلة التفوق التكنولوجي، حيث تصبح الدولة المتقدمة تكنولوجيًا معرضة للخطر بقدر ما هي قادرة على إلحاقه.

ليس المهم فقط امتلاك القطع الأكثر قوة، بل القدرة على توقع حركة الخصم وفهم نقاط الضعف في النظام. ولعل أعمق درس نستخلصه من هذه المعادلة هو أن التفوق الحقيقي لا يتحقق بالتكنولوجيا فقط، بل بالتوازن بين القوة التقنية والإدراك العميق للعوامل البشرية والاستراتيجية التي تشكل الواقع السياسي. فالجهل هنا ليس غياب العلم، بل هو إغفال الحكمة التي تضمن الاستخدام الواعي والذكي لهذه القوة.

في ظل هذه التحديات، يظهر اللطف الإلهي كعامل معنوي تتشبث به المجتمعات عندما يتعثر النظام التكنولوجي أو يفشل في حماية الأمن بشكل كامل. قد تتمكن التكنولوجيا من صد الأخطار إلى حدٍ ما، ولكنها ليست معصومة من الأخطاء. وهنا، يلعب اللطف الإلهي دورًا يُضفي طابعًا من الأمل والثقة في تجاوز المحن، وكأنما هناك قوة عُليا تحفظ المجتمع عندما تعجز الإمكانات البشرية عن تحقيق ذلك.

وما حصل اليوم في لبنان من تفجير البايجر يتمحور حول التفوق التكنولوجي وبالخصوص في المجال السيبراني مقابل جهل قدرات وامكانيات وما يستطيع فعله واختراقه وتحقيق اهدافه وتقديم انجازاته وخدماته في المجال الامني والاستخباراتي والعسكري، وهذا ما يدور اليوم في حرب غزة ولبنان بالخصوص من خلال عملية تفجير اجهزة البايجر بعدوان وارهاب جديد وجريمة كبيرة بحق المدنيين وغيرهم، وهذا ليس بغريب من عدو يحمل في جينياته وافكاره ومعتقداته وما يؤمن به لبقاء وجوده قائما على دم البشر ولحمه الحي في قتله من خلال حروبه اللتي لا تنتهي وهي ايديولوجية مشاريعه ومخططاته وجشعه وطموحاته الغير انسانية واخلاقية، بل هي تربيته على الوحشية ويتغذى بتوحشه بالاعتماد على القتل ثم القتل دائما وابدا وفي كل الوسائل الممكنة وما اتاح له من تكنولوجيا سيبرانية متقدمة بها على غيره ليس بذكائه وحده بل بدعم كل مراكز ألابحاث والجامعات والشركات العالمية الاميركية والاوروبية له والاستفادة من عقول البشر على مستوى الكوكب ان بشرائها او بولائها او ابتزازها واستغلالها، هذا ما ذاد من وحشيته في هذا العصر فيىظل تواطؤ دوليي اممي وعربي فتح شهيته اكثر على الاجرام والارهاب في سفك الدم وتقطيع اللحم البشري…

لذا لا بد ان نقف علميا من تعريف لجهاز البايجر وتفجيره عن بعد.

* البايجر (Pager): هو جهاز اتصال لاسلكي يستخدم لتلقي الرسائل النصية أو الصوتية البسيطة، كان شائعًا قبل انتشار الهواتف المحمولة، ويستخدم بشكل أساسي للتنبيه أو إرسال إشعارات قصيرة. يعمل البايجر من خلال شبكة إذاعية (Radio Network)، حيث يتم إرسال الرسائل عبر موجات الراديو إلى البايجر المخصص، الذي يكون له عنوان فريد يُعرف بـ “رمز التشفير” (Capcode).

١- كيفية عمل البايجر:
الإرسال: يتم إرسال الرسائل إلى جهاز البايجر عبر شبكة إذاعية أو هاتفية، وتُمرر هذه الرسائل من خلال مشغل أو نظام اتصال خاص.

– البث: يتم إرسال الرسائل عبر موجات راديو على ترددات مخصصة لشبكة البايجر.

– الاستقبال: يستقبل البايجر الرسالة الموجهة له، حيث يفحص كل جهاز الرسائل بحثًا عن تطابق مع رمزه الفريد (Capcode).

– التنبيه: بمجرد أن يستقبل الجهاز الرسالة، يصدر صوتًا أو يهتز لتنبيه المستخدم بوجود رسالة واردة، وقد يعرض نص الرسالة على الشاشة.

٢- هل يمكن اختراق البايجر سيبرانيًا؟
يمكن أن تكون أجهزة البايجر عرضة لبعض أنواع الهجمات السيبرانية، خاصة بسبب طبيعة التكنولوجيا القديمة المستخدمة في البايجر. هناك عدة طرق محتملة يمكن من خلالها استغلال نقاط الضعف في هذه الأجهزة:

– اعتراض الإشارات: بما أن البايجر يعتمد على موجات الراديو غير المشفرة، يمكن للمهاجمين استخدام أجهزة استقبال لاسلكية لالتقاط الإشارات ومعرفة محتوى الرسائل المرسلة إلى البايجر. هذه التقنية تُعرف بـ “الهجمات السلبية”، وهي لا تتطلب التفاعل المباشر مع الجهاز نفسه، بل التقاط الاتصالات اللاسلكية المتبادلة.

– إرسال رسائل غير مرغوب فيها (Spam): بعض الأنظمة القديمة قد تكون عرضة لإرسال رسائل غير مرغوب فيها أو خبيثة إلى أجهزة البايجر من خلال استغلال أنظمة الاتصالات المستخدمة لإرسال الرسائل.

– هجمات انتحال الهوية (Spoofing): يمكن للمهاجم إرسال رسائل مزورة إلى جهاز البايجر عن طريق انتحال هوية المرسل أو تغيير عنوان الرسالة، مما يؤدي إلى تضليل المستخدم.

٣- الحلول الممكنة:
– التشفير: استخدام تقنيات التشفير الحديثة للرسائل المرسلة عبر شبكات البايجر يمكن أن يمنع اعتراض الرسائل.
– البنية التحتية الأمنية: تطوير الشبكات المستخدمة في تشغيل أجهزة البايجر بحيث تعتمد على بروتوكولات أمان حديثة.

بشكل عام، بسبب الاعتماد المتزايد على الهواتف المحمولة والبنية التحتية الآمنة الحديثة، أصبح استخدام البايجر محدودًا اليوم، ومع ذلك، لا يزال بعض القطاعات (مثل المستشفيات) تعتمد عليه لأسباب تتعلق بالموثوقية البسيطة والاستقلالية عن الشبكات الخلوية.

من هنا يبدأ التعليل والتحليل والاجمال والوقوف عن بعض التفاصيل:
١- جهاز البايجر كما يثبت العلم قابل للاختراق حيث يعمل بالموجات الهوائية ولو قصيرة وكل ما يعمل في الفضاء يمكن رصده وتتبعه والعمل عليه.

٢- بما ان المواجهة الحالية الجزء الاكبر منها حرب عقول، كان لا بد من الاستغناء عنها، أو تامينها من اي خرق، وهذا لم يحصل لان العدو قدراته وامكانياته في مجال التكنولوجيا وبالخصوص العمل السيبراني متقدما كثيرا، لذا الحل في المواجهة العودة للحروب التقليدية وبالخصوص في علم الاتصالات.

٣- الخرق الامني او الاستخباراتي الحاصل، يمر بخطوات عديدة ما يلي منها:
– بما ان العالم استغنى عنها بشكل كبير في ظل وجود التلفون، فمن السهل جدا تتبع شراء كميات منها وخاصة المتوجهة الى لبنان، والجميع يعرف ان حزب الله يعتمد عليها بشكل اساسي للتواصل والاتصال.
– الامان والاطمئنان لجهاز البايجر من الاختراق، لا بد هناك فريق متخصص معني ويتحمل مسؤولية هذا الاطمئنان والاختراق، وهذا يشير الى الضعف او عدم القدرة على المواجهة او المنافسة أو عدم معرفة كافية، مما ترك ثغرة ما وراءه، مما اتاح للعدو الاختراق وهذا طبيعي مع يملك العدو.
– لبنان تحت مجهر القمر الصناعي والتنصت والترصد والترقب والمتابعة والملاحقة والاختراق والخرق وعلى مدار الساعة، من العدو واميركا وثلاث ارباع الكوكب بكل تقنياته وامكاناته واستخباراته وشركاته.
– الفريق المعني بتامين وشراء الاجهزة، حيث امكانية تتبعه استخباراتيا او اختراقه امنيا(عمالة)…
– الشركة التي ابتاع منها الفريق المعني، حيث امكانية الخرق بدأ منها، وتم تحليل الجهاز، او تفخيخه.
– حتما لم يكن بحسبان الفريق ان شركات العالم في هذا المجال، يعمل في خدمة اسرائيل ويقدم لها كافة المعلومات والمعطيات.
– النقل والشحن باب اخر للاختراق، من هنا كا لا بد من الفريق المعني، الكشف على البضاعة وفحصها والتاكد من تفاصيل تركيبتها.
– وايضا امكانية عمل سيبراني متقدم مرتبط بالذكاء الاصطناعي قادر على اختراق الكودات.
– العمالة وامكانية العدو امنيا القيام بذلك، وهو ما يعمل عليه العدو ليلا نهارا وجهارا لتجنيد عناصر تعمل لخدمته.
– الشركات السيبرانية العالمية وبالخصوص الاميركية الاوروبية وصهيوعربية، تعمل في خدمة اسرائيل، أضف عليها الشركات السيبرانية الاسرائيلية المتطورة بعض منها عالميا:
هناك العديد من الشركات البارزة في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم، حيث تقدم حلولًا متقدمة لحماية البيانات والأنظمة من التهديدات السيبرانية المتزايدة. من بين هذه الشركات، يمكن اعتبار “Palo Alto Networks” واحدة من أهم الشركات السيبرانية في العالم، وذلك للأسباب التالية:

Palo Alto Networks*
– الريادة في الأمن السيبراني: تعتبر من الشركات الرائدة عالميًا في توفير حلول الأمن السيبراني الشاملة. تقدم مجموعة متنوعة من الحلول، بما في ذلك حماية الشبكات، الأمن السحابي، وأمن التطبيقات.

– التقنيات المتقدمة: تقدم الشركة تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لاكتشاف التهديدات بسرعة وتعزيز الدفاعات.

– منتجات بارزة: منصاتها مثل “Prisma” للأمن السحابي و”Cortex” للتحليلات التهديدية تشكل جزءًا كبيرًا من استراتيجيات الأمن السيبراني لدى العديد من المؤسسات الكبرى.

– موقعها في السوق: تصدرت “Palo Alto Networks” باستمرار تصنيفات شركات الأمن السيبراني في العالم، وفقًا لتقارير مثل Gartner وForrester.

* شركات أخرى بارزة في الأمن السيبراني:

CrowdStrike:متخصصة في الحماية من التهديدات المتقدمة والهجمات الإلكترونية. تُعرف بمنصتها الشهيرة “Falcon” التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للكشف عن الهجمات السيبرانية.

Symantec (جزء من Broadcom الآن):واحدة من أقدم الشركات في هذا المجال، تقدم حلولًا متكاملة لأمن الشبكات والمعلومات، وتُعرف بمنتجاتها للحماية من الفيروسات والهجمات السيبرانية.

Fortinet:تقدم مجموعة واسعة من حلول الأمن السيبراني مثل جدران الحماية (Firewalls) وأمن السحابة والحماية من التهديدات السيبرانية المتقدمة.

Check Point Software Technologies:متخصصة في حماية البيانات والشبكات، وتقدم حلولًا لحماية السحابة وأمن المحمول والتهديدات المتقدمة.

Cisco (من خلال Cisco Security):شركة تكنولوجيا عملاقة توفر أيضًا حلول الأمن السيبراني من خلال منتجات متكاملة مثل جدران الحماية وأمن الشبكات وحلول مكافحة الهجمات المتقدمة.

كل واحدة من هذه الشركات تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الأمان السيبراني على مستوى المؤسسات والحكومات، وكل منها تركز على مجالات مختلفة من الحماية ضد التهديدات السيبرانية المتطورة.

* اهم شركة سيبرانية اسرائيلية: إسرائيل تُعتبر واحدة من الدول الرائدة في مجال الأمن السيبراني، وتُعرف بأنها “أمة الشركات الناشئة” بسبب عدد كبير من الشركات التقنية المتخصصة في هذا المجال. من بين الشركات السيبرانية الإسرائيلية الأهم، تبرز “Check Point Software Technologies” كواحدة من أكبر وأهم الشركات في هذا القطاع.

Check Point Software Technologies:لمحة عامة: تأسست في عام 1993 وهي واحدة من أكبر وأقدم الشركات الإسرائيلية المتخصصة في الأمن السيبراني.
– مجالات التخصص: الشركة تقدم حلولًا متعددة مثل جدران الحماية (Firewalls)، أمن السحابة، حماية البيانات، الحماية من الهجمات السيبرانية المتقدمة، وأمن الهواتف المحمولة.

– التأثير العالمي: تمتلك “Check Point” عملاء حول العالم وتُعد من اللاعبين الرئيسيين في قطاع الأمن السيبراني على مستوى عالمي. العديد من المؤسسات والحكومات تعتمد على تقنياتها لحماية أنظمتها.

– ابتكارات: من المعروف أن Check Point كانت من أوائل الشركات التي قدمت حلول جدران الحماية (Firewall) المبتكرة، وساهمت في تحديد المعايير الحديثة لحماية الشبكات.

– شركات سيبرانية إسرائيلية بارزة أخرى:
NSO Group:تُعرف بتطوير برنامج “Pegasus” وهو أداة تجسس متقدمة تُستخدم للوصول إلى الهواتف المحمولة. ورغم الجدل المحيط باستخدام منتجاتها، فهي تُعد من أقوى الشركات السيبرانية في إسرائيل.

CyberArk:متخصصة في إدارة الامتيازات (Privileged Access Management) وحماية الأنظمة الحساسة داخل المؤسسات الكبيرة. تُستخدم حلولها لحماية بيانات المستخدمين والبنية التحتية الحرجة.

– Palo Alto Networks (بالرغم من أنها شركة أمريكية، إلا أنها تأسست على يد إسرائيلي):
أسسها “نير زوك”، إسرائيلي الأصل، وهي من الشركات العالمية الرائدة في مجال الأمن السيبراني.

SentinelOne:شركة متخصصة في الأمن السيبراني باستخدام الذكاء الاصطناعي، توفر حلولًا للكشف عن التهديدات المتقدمة والاستجابة لها. حققت نموًا سريعًا في السوق العالمية.

Argus Cyber Security:متخصصة في الأمن السيبراني للسيارات، تعمل على تطوير حلول لحماية أنظمة المركبات المتصلة بالإنترنت من التهديدات السيبرانية.

– خلاصة:
بين الذكاء والتفوق والجهل او الغباء او الاستهتار او التقصير او الاختراق او العمالة، وما حصل ليس لأن العدو أذكى وقوي بل مقابله جهل وضعف وتقصير واستهتار بقدرات العدو في العمل الاستخباراتي والامني في خرق الجهاز او الفريق او الشركة او النقل او تفخيخ الجهاز وغيره كما ذكرت، كل ذلك يعيدنا الى البداية، لماذا حزب الله لا يزال يعمل بالجهاز مما قدم للعدو مكان لاصطياده واغتياله.

وفي قراءة وتحليل وتعليل الموضوع سياسيا وعلميا، نجد اللطف الالهي دائما حاضرا من وراء الغيب، حيث أتت في ظل المواجهة، وليس اثناء حرب مفتوحة، وهنا اشارة الهية على قاعدة رب ضارة نافعة، وهي رسالة تنبيه وتحذير من رب العزة لحزب الله، على امور اخرى يمكن ان تكون المقاومة في غفلة عنها،
تخيلوا؛ لوان ما حصل اليوم يحصل في وقت اخر حيث الجميع يترقب توسيع المواجهة وهو الاقرب للواقع وليس الحرب.
وهذا يشير الى تسرع العدو بقيام ما حصل وهذا بفضل الله، وهذا يؤكد على نوع من الغباء حيث أضاع فرصته الكبيرة لو كان له تخطيط استراتيجي وتنسيق امني عسكري سياسي لوظف ما لديه ضمن عمل تشاركي بين كافة القوى المعنية بالمواجهة والحرب، وهذا يشير الى الارتباك وعدم التوافق بين الاجهزة والمنافسة فيما بينهم لتسجيل نقاط، وهذا ايضا من اللطف الالهي.
وأيضاةهناك اشارة تؤكد اسبعاد الحرب المفتوحة حيث يمكن يكون متنبها لكل ماذكرت، لذا لا وقت لديه لفعل ذلك ضمن استراتيجية حرب مفتوحة محزب الله، ومع ذلك كا لديه امكانية استثمار ذلك بشكل اكبر، لكنهم (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ ۖ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَٰكِرِينَ)…

في النهاية، يقف العالم على حافة مزدوجة بين التفوق التكنولوجي والجهل المتربص، حيث تبدو قوة الآلة وسرعتها كحلول حاسمة لكل التحديات، ولكن في جوهرها تكمن هشاشة الإنسان. التفوق التكنولوجي، مهما بلغ من تعقيد، يبقى في النهاية رهيناً بإدراكنا للعالم الذي نحاول السيطرة عليه. إن الخرق الأمني ليس مجرد فشل تقني، بل هو تجسيد للتوازن غير المستقر بين قدرتنا على الابتكار وعجزنا عن إدراك المخاطر المحيطة بنا.
وهنا، تتداخل السياسة مع البعد الروحي حين يتعثر العقل البشري وتضعف حصون التكنولوجيا، حيث يصبح اللطف الإلهي الملاذ الأخير، يدفعنا للإيمان بأن هناك قوة أكبر من حساباتنا، توازن بين سعيها للتفوق وحاجتها الدائمة للرعاية الإلهية التي تتدخل حين تنطفئ بوصلة الإنسان.

أما بيان حزب الله حول ما جرى اليوم، جاء الجواب بعبارة قصاص وليس الرد، واضعا المواجهة في مسارها التصعيدي، حيث لاحرب شاملة، بل مواجهة برية مفتوحة محدودة، تبدأ من الخاصرة الاضعف من الناقورة والمناطق المحيطة لها حيث الاختلاف الطائفي كما يعتقد، والاقرب ليحقق تقدمه نحو مدينة صور تشكل له انتصار ولو وهمي يتكأ عليه نتنياهو وابعد الضجيج من حوله ويخرج من تحت ضغط الاسرى، مما يقرب بعدها انتخبات يسجل بها بطلا، كما يطمح يعيد تموضعه السياسي ويبعده عن المحاسبة والمعاقبة…

وفي قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).
بقوله تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَة}.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ).

Exit mobile version