هدهد نصرالله رسالة سليمان عصره

د. شريف نورالدين بتاريخ: ١٩ / ٦ / ٢٠٢٤

 

هدهد نصرالله رسالة سليمان عصره

 

الرسالة الالهية وصلت؛ من سليمان هذا العصر الى الى اسرائيل ولمن يهمه الامر في هذا العالم، حيث قوله تعالى؛(اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ)…

 

وفي قول الله تعالى(إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)

 

هو الهدهد بحجم صغره يبقى سر الله في شأنه ومعادلته الكبرى في الحرب على الظالمين والجبارين الذين تكبروا وعلوا مفسدين في الارض فأتى أمر الله بنهيهم عن بغيهم وكفرهم و كما جاء في قول الرد عن لسانهم(قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)

 

هو الهدهد على خط زيارة هوكشتاين وحل حكومة كابينت الحرب، والتي فشلت في تحقيق اهدافها المعلنة بالحرب على غزة، وهذا ما أدى بالعودة الى الحكومة الرسمية للكيان والتي يغلب عليها اليمين في اتخاذ القرارات في الحرب وغيرها، والتي تودي الى هامش كيير من حرية بن غفير وسموتريتش وغيرهم من المتطرفين، والذي قد يصل بهم الى الجنون والحمق والغباء بالتهور في توسيع دائرة المواجهة الى حرب مع لبنان وكل المنطقة…

 

هذا ما أستدعى لتحرك اميركي سريع وعاجل عبر زيارة هوكشتاين الى بيروت والكيان، لتهدئة الوضع والتخفيف من حدة المواجهة التي تتسع شيئا فشيئا، والتي تقلق بايدن وادارته من الانفجار الكبير، ليس حبا في لبنان والمنطقة بل خوفا كبيرا على اسرائيل ووجودها…

 

من هنا أتت رسالة سليمان العصر(نصرالله)

لتكمل مسيرتها في المعركة الحاصلة بين اهل الايمان كله ضد الكفر كله من (اميركي،اسرائيلي،واوروبي و أعراب مارقة) لتؤكد من جديد الحيثية الربانية المطلقة كما قال الله سبحانه وتعالى؛(ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ).

 

هي رسالة التهديد والوعيد لسليمان والتي سبقها جواب هدهده من قبل وليس في هذا اليوم، فالنبأ اليقين بعد غياب الهدهد والذي هد وحلق منذ زمن ليس هو ببعيد ولا هو بقريب فوق مملكتهم وعرشهم وكل كيانهم، وفي قوله تعالى(فَمَكَثَ غَيۡرَ بَعِيدٖ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإٖ يَقِينٍ)…

 

ما حصل ليس بجديد بل هو تأكيد المؤكد في اطار المواجهة كما ذكر الله تعالى(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)، بعد ان اجهض قوتها وحطم اصنامها وزلزل الارض تحت اقدامها وكما قال الله سبحانه على لسان سليمان (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ)…

 

لذا ما حصل البارحة من تصعيد في استهداف منطقة صور بالخصوص، هو الرد المحبط والفاشل من خلال قواعد الاشتباك المفروضة عليه، ردا على المسافة التي قطعها الهدهد…

 

أما بعد! وباختصار؛ وما تداوله اعلام الكيان حول رسالة الهدهد والتي فهمها جيدا بعد قرائتها بهدوء قبل العاصفة، ومن غضب يحصل في شارعه من خلال تصاعد وتيرة الممظاهرات كما ونوعا والمطالبة باسقاط حكومته…

 

تبقى كلمة الفصل الاولى والاخيرة في فرض القواعد والشروط وتحديد الطائر المحلق ونوعه ودوره وما سيليه في سياق المواجهة، مع خذلان عربي وتأمر في القضاء على غزة وأهلها بل قضية فلسطين وشعبها كما وصفهم الله في قوله(قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ).

 

فجاء الجواب من موسى هذا العصر وجنوده في ساحات الوحدة (قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)…

 

هنا حيث المواجهة والمعركة المحورية والمركزية العالمية بين الحق والباطل، وفي قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ}.

 

هنا جاءت رسالة الولاية وراية الهداية من خامنئي داوود عصره و نصرالله سليمانه، الى طغاة الارض كعاصف صرصر وفي قوله تعالى؛(وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ عِلۡمٗاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّيۡرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِينُ)…

 

نعم هي ساعات وأيام وربما أعوام قريبة، استعدادا للحشر لخوض الحرب الكبرى والاخيرة الموعودة وفي قوله سبحانه تعالى؛( وَحُشِرَ لِسُلَيۡمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّيۡرِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ)…

 

نعم والف نعم! هي الحرب التي قد خص الله قائدها ووصيه وجنوده، وحدد كينونتها وماهيتها، واليد ورايتها صفراء حيدرية، علوية هاشمية، فاطمية زينيبية، حسينية مهدوية، حيث نصرها الحتمي الموعود كما جاء في وعد االله في قوله تعالى(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً)…

 

نعم فاز ورب الكعبة بها والذي خطه الله في قلمه في اللوح المحفوظ حيث اليوم الموعود المشهود، والشاهد عليه في يومنا هذا كل مؤمن فطن وكل حر متزن ومقاوم من علم لدن ونصر قادم لا محال أت أت أت، وفي قوله سبحانه وتعالى؛ بسم الله الرحمن الرحيم: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)…

 

وفي قول الله سبحانه وتعالى؛(إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصبح أَلَيْسَ الصبح بِقَرِيبٍ)…

Exit mobile version