ايران في الواجهة والمواجهة دعما غزة

د. شريف نورالدين بتاريخ: ٦ / ٤ / ٢٠٢٤ م.

ايران في الواجهة والمواجهة دعما غزة

في المعركة والمواجهة الحاصلة في غزة وبين الحرب الاقليمية المتوارية والصراع المفتوح عند كل اتجاه وزاوية بين ايران والكيان، تخضع جميعها لخطط واستراتيجات متباينة ضمن حسابات متفاوتة بحسب المرحلة والفعل تاتي ردة الفعل متقاربة، لذلك بين المعركة والحرب والصراع حروف وكلمات متباعدة في السياسة على توقيت الظروف المتتالية في سلسلة الزمن المفتوح الخارج عن المقاييس الخاضع للتوازانات والقوى المتصاعدة والتغييرات الحتمية في الساحة الدولية في صراعات من شمال الكوكب حتى جنوبه عند الروسي والاميركي والصيني تحت مظلة الحسابات السياسية ، ويبقى الصراع على مصراعيه بين الايراني والاسرائيلي خارج كل التوقعات وساحة الزمان والمكان والوقت الغير محدود في صراع عقائدي ايديولوجي قائم فيما بينهما…

لذلك معركة اليوم غزة بفصائلها وشعبها ومؤازرة ساحات الوحدة الداعمة لها، هي ليست الحرب التي ارادها الكيان…

لذلك محاولات الفعل الاسرائيلي بتصعيد المواجهة والضربات على ايران بالخصوص كما حصل في سوريا، ما هو الا استفاذ الصبر الاستراتيجي لدى ايران وجرها الى حرب اقليمية مباشرة مع اميركا وحلفائها وتوريط الجميع في حرب يريدها وفق حاسباته …

لذا السؤال الحالي عند كل المراقبين والمتابعين والمتورطين وغيرهم في هذه المعركة الظرفية، هل هناك رد ايراني كيف ومتى واين؟ والتي على اساسه تبنى حسابات المرحلة القادمة بحسب شكل وقوة الفعل و ردة الفعل…

لا شك ان ما حصل في ضربة القنصلية الايرانية في سوريا واغتيال القادة بداخلها، هو اعتداء تخطى الخطوط الحمراء في مواجهة ومعركة غزة الانية والتي تدخل عليها كل الاحتمالات والحسابات عند الاطراف المقاتلة من حيث حدودها ووقتها وطورها…

وعلى هذا الاساس تكون المواجهة والتي بدأت منذ عملية طوفان الاقصى قائمة على قياس الفعل ورده، من هنا لا بد ان تنتهي أيضا في ميزان العدل والعدالة وهي ضربة بضربة…

نعم! ايران في المواجهة بطريقة او باخرى ان من حيث جيوشها في المنطقة أو من خلال انتشار تواجد فيلقها وبالخصوص في سوريا، ولا يخفى على القريب والبعيد والعدو الصديق دوره في معركة غزة من العراق وسوريا فلبنان واليمن، وهي ساحات الوحدة الداعمة لهذه المعركة…

من هنا ان ردة الفعل الايرانية على الضربات التي تلقتها في سوريا في ظل المواجهة الحالية، هو تحصيل حاصل وقائم، لكن الاعتداء على القنصلية تخطى قواعد الاشتباك المفروضة في المواجهة، لذا الضربة المقابلة لن تخرج عن هذا الاطار والسياق..

لذلك، من الطبيعي بما ان الاعتداء حصل في سوريا وايضا على سيادتها ، والاعتقاد يبنى على اساس الفعل، لذا الرد الموزون والمحسوب سيكون من سوريا، لاعادة ترتيب اوراق قواعد الاشتباك والتي اعاد خلطها الاسرائيلي وهذا يعتبر جزء من المواجهة، كما سيبنى عليه توازن الردع القائم سابقا…

أما اين؟ سوريا مكان رد الفعل لان خيارات الايراني تحت سقف مفهوم المعركة تختلف عن مفهوم الحرب والصراع، لذلك خياراته ضيقة جدا وحساباته محدودة، و لان الاعتداء حصل خارج اراضي دولة ايران وياتي تحت سقف المواجهة فرد الفعل الحاصل ضمن هذه القواعد…

أما متى؟ الجميع يعلم ان بعد الاعتداء على القنصلية هو مأزق وقلق وتوتر واستنفار واستنفاذ وارهاق وجهد وتكلفة وثمن سياسي وعسكري واقتصادي ومالي واجتماعي كبير، وتكلفة ترتفع وتزيد طالما ردة الفعل في مرحلة التأخير، لان حصول الضربة تريح الكيان مما هو عليه وتنتهي عند حساباته كيف يتعاطى معها وهذه مرحلة وشأن اخر…

أما كيف؟ هذا الجواب عند اصحاب الحق، لكن الصحف العبرية والاميركية تتوقع رد بالصواريخ والمسيرات وهذا اقرب للواقع من حيث حيثية مكان رد الفعل…

أما الهدف؟ حتما ليس عشوائي بل محكوم بطبيعة الاعتداء كما هي ضربة بضربة ايضا مركز بمركز والاقرب للواقع حكومي او امني او عسكري بحسب شخصيات الهدف وداخل كيانه وليس خارجه لان اعتدائه الى القنصلية في سوريا هي ضمن المواجهة ومعادلاتها، فسوريا من ساحات الوحدة المشاركة وهذا امر طبيعي وليس بجديد عليها …

ولكن تبقى كل الاحتمالات واردة في ردة فعل ممكن ان تحل من خارج كل الحسابات ، والايراني يستطيع ان يوجه ضربته الى داخل الكيان من اي مكان من البحر، كما يحصل في البحر الاحمر، وايضا ان يضرب في زمان ومكان ضائع ومموه عند مشاركة في المواجهة او قريبة منها عند نقطة الصفر بعبوة او بعملية استشهادية داخل الكيان دون الاعلان، تصل الرسالة ويفهمها الاسرائيلي جيدا ولا تعيد خلط الاوراق فيبتلعها تحت سقف المواجهة…

والايراني لا يريد ابراز عضلاته في الضربة بقدر ما يريد ان يعيد الاعتبار لدولته وقيادتها وشعبهها…

اذا هي المواجهة عند ايران لأهمية التحدي لديه تبرز في توجيه القوة والعقول نحو تحقيق الهدف ضمن قيم ومبادئ اخلاقية انسانية الهية وفي الفكر الثوري لديها من لحفظ الدولة العميقة وامنها وسلامتها، والتي من اجلها تتحالف الاخصام السياسية وتتعالى الاثنية امام القومية عند حدود الدولة والاعتداء عليها…

Exit mobile version