كريم
كتب زياد الزين
- لا شك أننا في خضم معركة مع رغبات الذات الإنسانية مع الدخول في أيام الشهر الفضيل، ولا أقوى من المصطلحات والمعاني والمضامين العميقة في توصيف الإمام الصدر للآداء المطلوب في شهر رمضان، بالابتعاد عن العادات والتقاليد التي تنحاز الى الانطواء، والدعوة والدفع باتجاه التماس الحراك المجتمعي المتفاعل مع القضايا العالقة كافة ، فيصبح هذا الشهر، فرصة للانتاجية ، بدلا من الهروب والخمول والتقاعد؛
- وفي المشهد اللبناني تبرز حالتان ، الأولى احتلال المطاعم الكبرى ، والولائم الخيالية ، على أسس لم يتبناها أي مفهوم ديني وايماني، إنما تظهير صورة مختلفة عن سلوكيات منضبطة في شهر تقويم النفس الإنسانية، يقابل هذه الحالة ، مبادرات عملاقة ، رغم محدودية الموارد المالية ، تجاه تأمين وجبات إفطار كريمة للعوائل المتعففة ، والمهجرة قسرا من قراها ومسكنها وموطنها، بفعل الهمجية الإسرائيلية ، التي تريد القضاء على مقومات الصمود كافة على محاذاة كامل الحدود مع فلسطين المحتلة ، وجعلها أرضا محروقة ، لا يمكن العودة إليها ، حتى مع انتهاء الحرب المجنونة.
- إننا نتطلع في حركتنا المباركة الى ضرورة توجيه كل محركات الدعم نحو المتضررين ، من المقتدرين كما من المغتربين، مع ادراكنا ووعينا ، لظروف المغتربين ، والضريبة الكبيرة التي تطالهم، نتيجة سياسة عدم التخلي ، بل تبني سياسات الدعم غير المحدودة ، للأهل والأقارب والقرى ، أملا بعودة قريبة مأمونة ، مع انتصار سياسي كبير يغلب ويتغلب على أي انكسار نفسي ، كردة فعل على الدمار الهائل.
- ننظر بإيجابية الى روح النصر التي تتضمن كل أنواع الارتقاء ، وصولا الى حل دائم وشامل ، يعيد للبنان أرضا مسلوبة ، ويحافظ على استراتيجية الردع ، وعدم السماح بتفلت العدوان في البر كما في البحر والجو.
- نلتفت بكل تصنيفات التضامن مع أهلنا في غزة ، الذين رغم جوعهم العميق ، وافطارهم الرقيق ، في حال توفره ، يلتفتون الى المقاومة بالإيمان العتيق المتجذر ، أن الحرب تعنى بالقضية ، وأن الميدان يحدد قيام الدولة ، أو ذوبانها في الأحياء ، فتنشأ مخيمات مثيلة لدول الشتات ، وتسدل الستارة ، لكن عدد الشهداء يدل بالتأكيد ، على ارادة صلبة واعية ،في أن القضية لها امتداد ديني وصولا الى القدس الشريف والمسجد الأقصى.
- في لبنان ثمة من يتنكر لكل ما يجري ، صلاتهم لغير الله، ووجهتهم الحياد السلبي عن كل ما يجري ، وثقافتهم التسويات المريرة ، التي خبروها مرارا ، فأدت الى ارتجاع مريئي خنق لبنان وأدخله في نفق الحروب.
- ننشد الخروج من دوائر المصالح الضيقة الى رحاب الحوار المنفتح على كل القضايا ، وفي مقدمها ، صناعة وطنية ، لرئيس للبلاد ، يستطيع أن يجعل لبنان حاضرا في كل مواقع القرار.
- عودة الى عنوان المقالة ، رمضان كريم، لجميع المسلمين. يتقاطع حبا ومحبة ، مع الصوم الكبير ، وقريبا بإذن الله سيشكل الفصح المجيد كما الفطر السعيد، فرصة للانتصار على مغتصبي كل الأديان والحضارات والقيم الإنسانية.