بين بقاء اسرائيل وزوالها تبقى فلسطين

د. شريف نورالدين بتاريخ: ٢١ / ٢ /٢٠٢٤ م.

بين بقاء اسرائيل وزوالها تبقى فلسطين

يعتبر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واحدًا من أكثر النزاعات تعقيدًا في العالم المعاصر، وأثرا على الساحة العالميةحيث تتشابك فيه الدين، والتاريخ، والسياسة، والاقتصاد الخ. يمتد هذا الصراع عبر عقود من الزمن، ويتعامل معه كل جيل جديد بتحدياته ومواجهاته مما يجعل فهمه وتحليله تحديًا فريدًا.
لإبراز أهمية فهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كظاهرة، لا بد من توجيه الانتباه إلى أهمية الصراع كنزاع دولي ذو تأثير عالمي. هذا يعكس تقديرًا لخطورة الصراع وضرورة فهمه بشكل أكبر.
– الجذور التاريخية: يرجع جذور الصراع إلى النزاعات الدينية والتاريخية بين الفلسطينيين العرب واليهود في المنطقة، بما في ذلك الهجرات اليهودية إلى فلسطين في القرن الـ 19 وبداية القرن الـ 20.
– تأسيس إسرائيل ونكبة الفلسطينيين: في عام 1948، أعلنت إسرائيل الاستقلال، وأدى ذلك إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، ما يُعرف بـ النكبة، ووقوع العديد من المعارك بين الطرفين.
– الحروب والتوسع الإسرائيلي: عرفت المنطقة حروبًا متعددة، مثل حرب 1956 وحرب 1967 وحرب 1973، والتي أدت جميعها إلى توسع إسرائيل الإقليمي وتغيير الديموغرافيا في المنطقة.
– عملية السلام والمفاوضات: شهدت العقود الأخيرة محاولات متكررة للتوصل إلى حل سلمي، بما في ذلك اتفاقيات أوسلو ومحادثات السلام في القرن الـ 21، لكن الجهود لم تؤدي بعد إلى حل نهائي.
– المستوطنات الإسرائيلية والانفصال الاقتصادي: تتعثر عملية السلام بسبب استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وهو ما يعتبره الفلسطينيون عائقًا رئيسيًا أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
– الانتفاضات الفلسطينية: شهدت المنطقة عدة انتفاضات فلسطينية، مثل انتفاضة الأقصى عام 2000، وانتفاضة السكاكين عام 2015، والتي اندلعت نتيجة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
– التدخلات الدولية: تعتبر التدخلات الدولية، سواء من قبل الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة أو دول أوروبية أخرى، عاملاً هامًا في سعي الطرفين إلى التوصل إلى حل سلمي ولكن ليس هناك جدية بالتعامل مع قضية فلسطين وحقوق شعبها.
يجدر بالذكر أن هذه المراحل ليست مجرد تقسيمات صارمة، بل تتداخل مع بعضها البعض وتؤثر في بعضها البعض، مما يعكس تعقيد الصراع وصعوبة إيجاد حلول دائمة وشاملة.

لذا لا بد من التركيز على طرفي الصراع والمقاربة الغير متوازنة فيما بينهم يحكم من حيث الأصل والوجود والقوة والصمود والدعم المطلق اللامحدود والحل في الوعود الوجهد المبذول في الوقت المهدور الى أجل معهود من خارج السياق المعدود في عصر الانحلال والشذوذ…

من هنا بدأت حكاية السلطة والحكم الذي يُعتبر أحد أهم العناصر في تنظيم المجتمعات البشرية، فهو يمثل السلطة المسؤولة عن إدارة الشؤون العامة واتخاذ القرارات التي تؤثر على حياة الناس. يتضمن مفهوم الحكم عدة جوانب، بما في ذلك السياسة والقانون والإدارة، حيث يتولى الحكام أو الجهات المختصة مهام تنظيمية وتشريعية وتنفيذية، بهدف تحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية في المجتمع. يختلف نوع الحكم وشكله باختلاف الثقافات والأنظمة السياسية في العالم، إلا أن الهدف العام للحكم يتمثل في تحقيق المصلحة العامة وضمان استقرار المجتمع، لذا لا يوجد فرد أو كيان يحكم العالم بشكل مطلق. بدلاً من ذلك، العالم يتأثر بتفاعلات معقدة بين الحكومات، والشركات، والمؤسسات الدولية، والثقافات، والأفراد. تحكمه يتم من خلال توافقات دولية، وسياسات حكومية، وتفاعلات اقتصادية، وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها من العوامل التي تحكم العالم من خلال عدة مؤسسات ومجموعات، بما في ذلك:
– الحكومات: تعتبر الحكومات الوطنية أساسية في تنظيم شؤون الدولة وتحديد السياسات العامة في مختلف المجالات مثل الاقتصاد، والصحة، والتعليم، والدفاع.
– المؤسسات الدولية: تشمل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي، والصندوق النقدي الدولي، وغيرها، وهي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعاون الدولي وتطوير السياسات العالمية.
– الشركات الكبرى: تمتلك الشركات الكبرى قوة اقتصادية هائلة وتأثيراً على السياسات الحكومية والتجارة العالمية، وتشمل هذه الشركات العملاقة في مجالات التكنولوجيا، والنفط والغاز، والتصنيع.
– الثقافات والأيديولوجيات: تؤثر الثقافات والأيديولوجيات في توجهات الشعوب وتصرفاتهم، وقد تلعب دورًا مهمًا في تحديد السياسات العامة والمواقف الدولية.
– التكنولوجيا ووسائل الإعلام: تقوم التكنولوجيا ووسائل الإعلام بتشكيل الرأي العام ونقل المعلومات، مما يؤثر في السياسات والتفاعلات الدولية.
باختصار، يحكم العالم من خلال تفاعلات معقدة بين هذه العوامل والأطراف المختلفة التي تتنافس وتتعاون لتحقيق مصالحها وأهدافها وأكثرها من خلال الصراعات وافتعال الازمات التي تؤدي الى الحروب.

كما وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الشريك الأهم والأقوى لإسرائيل في مجال الدعم العسكري. كما وقعت الولايات المتحدة اتفاقيات عسكرية عديدة مع إسرائيل تشمل تقديم الدعم المالي والتسليح بأحدث التقنيات العسكرية وبشكل مطلق واحيانا متجاوزا القوانين والدستور لديها.
– المملكة المتحدة: تقدم الدعم العسكري لإسرائيل عبر التعاون الفني والتدريب وبيع الأسلحة والتقنيات العسكرية المتقدمة.
– فرنسا: تعمل فرنسا على تعزيز التعاون العسكري مع إسرائيل في مجالات مثل التقنيات العسكرية المتقدمة وصناعة الأسلحة.
– ألمانيا: تقدم دعمًا عسكريًا لإسرائيل من خلال التعاون في مجالات التدريب والتكنولوجيا العسكرية والأمن الإلكتروني.
– كندا: تقدم كندا دعمًا عسكريًا محدودًا لإسرائيل من خلال التعاون في مجال الأمن والدفاع وصناعة الأسلحة.
– هولندا: تعمل هولندا على تعزيز التعاون العسكري مع إسرائيل من خلال التدريب والتبادل التكنولوجي.
وهذه بعض الأمثلة على الدول التي تقدم دعمًا لإسرائيل في المجال العسكري، ومستوى الدعم وطبيعته يختلف من دولة لأخرى استنادًا إلى العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة.

مما لا شك فيه من الناحية التاريخية والسياسية، لا يمكن إنكار أن هناك تأثيراً للمجتمع اليهودي على السياسات العالمية في بعض الحالات. يعود جزء كبير من هذا التأثير إلى الدور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الذي لعبه المجتمع اليهودي عبر التاريخ. على سبيل المثال، يمكن القول إن المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة له تأثير كبير على السياسة الأمريكية من خلال التبرعات السياسية والمشاركة في العمل السياسي.
ولذلك ان تأثير المجتمع اليهودي على السياسات العالمية يتطلب نظرة شاملة للعديد من العوامل والتفاعلات المختلفة. من بين هذه العوامل:
– القضايا الاقتصادية: يلعب المجتمع اليهودي دوراً هاماً في الاقتصاد العالمي من خلال المشاركة في المؤسسات المالية والشركات الكبرى والتجارة الدولية.
-:السياسة: يشغل اليهود مناصب قيادية في العديد من الحكومات العالمية، وقد يكون لذلك تأثير على صياغة السياسات الدولية.
-:العلاقات الدولية: يمكن أن تؤثر مجموعات يهودية قوية على العلاقات الدولية وسياسات التحالفات والمنافسات بين الدول.
– الثقافة: تسهم الثقافة اليهودية في تشكيل وجهات نظر وقيم مجتمعات عديدة حول العالم، مما قد يؤثر على القرارات السياسية والاجتماعية.
– التعليم والبحث العلمي: يسهم المجتمع اليهودي في البحث العلمي والتعليم العالي في العديد من الدول، مما يؤدي إلى تطور التكنولوجيا والابتكار، وقد يؤثر ذلك في السياسات التكنولوجية والاقتصادية.
– الثقافة والفنون: يسهم المجتمع اليهودي في إثراء الثقافة والفنون العالمية من خلال الأدب والموسيقى والسينما والفنون البصرية والمسرح والأداء.
– العلوم والتكنولوجيا: يلعب المجتمع اليهودي دوراً هاماً في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وقدم العديد من العلماء والمهندسين والمبتكرين المساهمات البارزة في هذه المجالات.
– الاقتصاد وريادة الأعمال: يشكل المجتمع اليهودي جزءاً كبيراً من رجال الأعمال وريادي الأعمال في العالم، ويسهم بشكل كبير في الابتكار وخلق فرص العمل وتنمية الاقتصاد.
– التعليم والبحث العلمي: يسهم المجتمع اليهودي في تطوير التعليم والبحث العلمي عبر العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية حول العالم.
– العمل الخيري والإنساني: يلعب المجتمع اليهودي دوراً فعالاً في دعم الأعمال الخيرية والإنسانية ومساعدة المحتاجين في مختلف أنحاء العالم
– الإعلام والاتصالات: يمكن أن يكون للمجتمع اليهودي تأثير في وسائل الإعلام وشركات الاتصالات عبر العالم، وذلك من خلال الملكية أو المشاركة الفعالة في صناعة الإعلام والاتصالات.
– القانون والقضاء: يشغل اليهود مناصب قيادية في مجال القانون والقضاء في العديد من البلدان، وبالتالي يمكن أن يؤثر ذلك على التطورات القانونية والقضائية على الصعيد الدولي.
– الطب والرعاية الصحية: يسهم المجتمع اليهودي في التقدم في مجال الطب والعلوم الصحية من خلال البحث الطبي وتطوير التقنيات الطبية والمساهمة في تقديم الرعاية الصحية على مستوى عالمي.
– الديانة والفلسفة: يشكل اليهود جزءاً كبيراً من المجتمعات الدينية والفلسفية في العالم، ويمكن أن يكون لهم تأثير في القيم والمعتقدات والتوجهات الدينية والفكرية على المستوى العالمي.
– البيئة والاستدامة: يمكن أن يسهم المجتمع اليهودي في التوعية بقضايا البيئة والاستدامة واتخاذ إجراءات لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية على مستوى عالمي.
– الهجرة واللاجئين: يمكن للمجتمع اليهودي أن يكون له تأثير في سياسات الهجرة ومعالجة قضايا اللاجئين على المستوى الدولي، بناءً على تاريخه الخاص بالهجرة والتهجير.
– العلاقات العرقية وحقوق الإنسان: يمكن للمجتمع اليهودي أن يلعب دورًا في تعزيز العدالة الاجتماعية ومكافحة التمييز العرقي وحماية حقوق الإنسان على المستوى العالمي.
– التعليم والتربية: يمكن للمجتمع اليهودي أن يسهم في تطوير التعليم والتربية عبر العالم من خلال دعم المدارس والجامعات والبرامج التعليمية.
– الأمن الغذائي والزراعة: يمكن للمجتمع اليهودي أن يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتطوير قطاع الزراعة على المستوى العالمي، وذلك من خلال الاستثمار في الزراعة المستدامة وتقنيات الإنتاج الحديثة.
– السلام والتسوية الدولية: يمكن للمجتمع اليهودي أن يلعب دورًا في تعزيز عمليات السلام والتسوية الدولية من خلال دعم المفاوضات والتعاون بين الشعوب وتعزيز الفهم المتبادل والتسامح.
تلك العوامل تشكل جزءاً من التأثير الشامل الذي يمكن للمجتمع اليهودي أن يمارسه على السياسات العالمية، ولكن يجب أن نفهم أن هذا التأثير يختلف من بلد لآخر ومن سياق ثقافي وتاريخي إلى آخر.

وقد تعددت النبؤات المؤذنة بزوال إسرائيل من خلال الإشارات الضمنية والصـريحة، أو التأويلات لنصوص في الكتب المنزَلة، ومن أشهر الروايات المؤيدة لذلك هي اليهودية منها، فهذه الأخيرة لا تعترف أصلًا بقيام دولة إسرائيل، إذ تؤكّد النصوص التوراتية أن قَدَرَ الشعب اليهودي أن يظل مشتَّتًا إلى أجل مسمًّى، يصنع الله أثناءه معجزةً توحد البشـرية جمعاء تحت لواء حكمه تعالى. وهذا حسب زعم عرّاب هذه الرواية (الحاخام دوفيد فيس)، الذي ردّ على سؤال أحد المذيعين عما إذا كانت هذه الرواية استنتاجه أو استنباطه الخاص من التوراة؟، فأجاب نافياً: ”لا، في الحقيقة قيام الدولة الصهيونية يخالف الخضوع والاستسلام لحكم الله، الذي حرّم أن تشيّد دولة قومية لليهود على حساب أرض شعب آخر، أو حتى أن تقام على أرض خالية وغير مأهولة. فهذا مُحرم، ويعد ثورة ضد الحكم الإلهي”.

الهدف من هذه الدراسة المختصرة، تسليط الضوء على ما يحصل اليوم في غزة من حرب تدور رحاها على الحجر والبشر لا تبقي ولا تذر، في مواجهة غير مألوفة على مستوى العالم ، وغير متناظرة ومتقاربة ان من حيث الكم أو النوع والقدرة والقوة والاحتضان والدعم المطلق في كل الاتجاهات للقضاء على ما تبقى من فلسطين وأهلها…

لذلك سأدع للقارئ بعض التساؤلات؟
– هل تقديرات عملية طوفان الاقصى كانت على مستوى هذه الحرب الدائرة؟
لا شك تعرف الاجابة من خلال المواجهة في غزة واطالة مدة الحرب وتكاليفها المادية والبشرية…
– هل عملية الطوفان كانت استراتيجية ام مرحلية؟
أيضا تعرف من اثارها على ما يحصل عالميا وبالخصوص جاهيريا من تاييد لفلسطين واثارها داخل وخارج المجتمع الاسرائيلي والتخبط والارباك…
هل عملية الطوفان تنتهي قريبا؟
مما لا شك فيه من ناحية عقلية منطقية هذه حرب تطول ولكن تختلف اشكالها وأنماطها وخططها واجراءاتها وسياساتها والدعم لها داخليا وخارجيا وسبب ذلك يعود الى حجم عملية الطوفان والتي وصفت بزلزال على اسرائيل وهذا تعبير كبير ومكلف واثاره وتبعاته وأثمانه كبيرة جدا جدا وهذا يعني الهزيمة والنصر على قدر حجم الحرب ، هي حرب عالمية مصغرة على ارض غزة بكل معنى للكلمة حيث امركا “العظمى”وكل أعوانها حضروا خلال ساعات للمواجهة المباشرة والغير مباشرة في هذه الحرب.
– هل عملية الطوفان نزعت شرعية وجود اسرائل على ارض فلسطين على المستوى العالمي؟
مما يجري في الشارع العام العالمي وعلى الساحة الدولية من ارارء ووجهات نظر تختلف في تأييدها او نفييها وانقسام دولي حاد حول الوجود وحل الدولتين ،ومما يحصل في محمكة العدل الدولية والتصريحات المتباينة في الاعلام ودوره وبالخصوص على شبكات التواصل الاجتماعي، ما هو الا مؤشر سلبي كبير وخطير على شرعيته و”اخلاقياته وديمقراطيته”….

الجواب متاحا لك !!!
أما جوابي في ملحق دراسة…

Exit mobile version