بيان صادر عن نائب دائرة الجنوب الثانية في البرلمان الشبابي اللبناني أ. محمد ديب عامر
بسم الله الرحمن الرحيم،
“إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ” صدق الله العلي العظيم.
بدايةً، أود التقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات للبنانيين عامّة و إخوتنا المسحيين خاصة، مع حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، سائلًا الله عز وجل أن يمن علينا وعلى الشعب اللبناني المناضل بالخير والصحة والسلام.
أحبّائي، ها نحن اليوم نقف أمام معركة دموية تتجلى فيها أبهى رموز الشرف والإنسانية والكرامة، معركة سقط فيها العشرات من الشهداء في سبيل قضية أشعلتها سنوات القمع والعنف والإعتداء. إلى فلسطين الحبيبة والجنوب العزيز، إلى حبة التراب وغصن الزيتون، ألف تحية وسلام! لا يسعنا اليوم أمام هذه المجازر والجرائم التي تجرأ الكيان الصهيوني على صنعها سوى التأكيد على موقفنا الداعم والمتين للمقاومة ومحورها، والتشديد على مساندتنا لكل طرف يسعى ويكد للدفاع عن الأرض الفلسطينية المقدسة راجيين من الله تعالى أن يمد المجاهدين بالقوة والعزيمة والحزم لمواجهة جيش العدو الإسرائيلي.
أعزائي مع اشتداد العاصفة وتعثر الأمور داخليًا فيما يخص رئاسة الجمهورية، وخطة التعافي الإقتصادية ومسألة أموال المودعيين والأزمات الأخرى، يبقى السؤال حول قدرة لبنان على المقاومة والصمود! لقد كان عامًا مليئًا بتغيرات وتأرجحات لا سابق لها على مختلف الصعد السياسية والمالية والإصلاحية، ولكن بئس ما حل بالوطن من انحلال وضعف وانكسار نتيجة للمعرقلات والتضاربات المستمرة بين الفئات والأحزاب المختلفة.
وبعيدًا عن الأجواء السلبية التي خيّمت علينا، كان الأمل يشع متوجهًا أمامنا كشباب لبناني مع النشاطات والبرامج التي قدمتها مؤسسة أديان والتي يعود إليها كل الثناء والشكر والتقدير لمنحها لنا فرصة التعبير والمشاركة في برلمان شبابي نموذجي كان الأول من نوعه في لبنان! ولا بدّ من الإشارة إلى أهمية هذا البرلمان في إيجاد قاعدة مشتركة وطاولة حوار جامعة لمختلف الخلفيات السياسية والفكرية. لقد كان في مشاركتي في هذا البرلمان كنائب العديد من الإيجابيات التي أعادت من تشكيل وبناء شخصيتي وأتاحت لي فرصة إكتشاف مقومات الذات والإنفتاح على الآخر وتقبله.
وبالعودة إلى البرنامج الإنتخابي الذي وضعته مع إنطلاق الحملة الإنتخابية، لقد أثمر العمل في البرلمان الشبابي نتائج إيجابية يتمثل أبرزها في إقرار قانون حماية المستهلك على الصعيد الإقتصادي وغيرها من الأفكار التي لاقت ترحيبًا وصدًى كبيرًا داخل المجلس، هذا وبالإضافة إلى دوري في مناصرة القوانين التي يعرضها أعضاء المجلس والذي يتجلّى أهمها في قانون الإحتراف الرياضي الذي تم مناقشته مع سعادة النائب وضاح الصادق في الفترة الأخيرة.
وإلى أعضاء المجلس الأعزاء، أقف أمامكم اليوم شاكراً الجميع على الجهود المخلصة وعلى تعاونكم المثمر وحرصكم على مصلحة المجلس، وعلى روح الفريق الواحد التي سادت بيننا، والتي كانت سبباً في تحقيق الكثير من الإنجازات.أعلم أن الوضع في لبنان صعبٌ ومعقدٌ، وأن هناك الكثير من التحديات التي تواجهنا. ولكنني واثقٌ من أنكم، بتعاونكم وتضامنكم، قادرون على تجاوز هذه التحديات، وبناء مستقبلٍ أفضلٍ للبنان. أدعوكم جميعاً إلى مواصلة العمل الجاد والمثابرة، وإلى عدم الاستسلام أمام الصعوبات. فمعًا، سنتمكن من تحقيق ما نطمح إليه، وبناء لبنان الذي نحلم به. إن الرحلة لم تنتهي هنا، والبرلمان الشبابي سيبقى كما عهدتموه ميدانا لإيصال صوتنا، ومع اقتراب موعد الدورة القادمة لانتخابات البرلمان الشبابي 2، اتمنى للمرشحيين كل التوفيق في حملاتهم وعلى أمل أن نحظى بالتعاون البنّاء إن شاء الله تعالى تحقيقًا لكل ما يعود على لبناننا بالخير والإزدهار
والسلام.