رسالة فضيلة الشيخ قاسم سبليني في بداية شهر محرم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا سيدنا محمد وعلى اله الطاهرين
السلام على الامام الحسين
سيّد الشهداء وعلى أخيه وأبنائه وال بيته وأصحابه الغيارى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية عظم الله اجركم بمصاب أبي عبدالله وتقبل الله اعمالكم خصوصًا في مراسم أحياء هذه المناسبة التي من خلالها وصلت تعاليم مذهب اهل البيت لذالك دأب السلف الصالح من الأئمة الاطهار وعلمائنا الأبرار والمؤمنين على احياء وتقديم كل الغالي والنفيس إذاء ذالك
وقد تحدث الإمام الحسين ع عن اهداف ثورته حيث قال عليه السلام ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفَسه على ذات الله
لقد حدد الإمام الحسين عليه السلام معالم ثورته والشعارات التي قامت على أساسها نهضته وذلك من خلال كلماته التي كان يعلن بها في مواقف شتّى من حين خروجه من المدينة المنورة إلى مّكةَ ومنها إلى كربلاء وأرا َد بذلَك تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة في أذهان الناس آنذاك ومن تلك المفاهيم الصورة الخاطئة حو َل النبي والإمام الذي يأتم الناس به ويتبعونَه أو خليفة رسول الله
فحدد الإمام صفات أربع في كلامه أعلاه
1-العامل بالكتابة وفي كلام للإمام الحسين عليه السلام خطب به أمام معاويةَ بن أبي سفيان مؤّكدا على مرجعيّة أهل البيت عليهم السلام في معرفة الكتاب يقول عليه السلام نحن حزب الله الغالبون وعترة رسول الله الأقربون وأهل بيته الطيّبون وأحد الثقلَين اللذَين خلّفَهما رسول الله صلّى الله عليه وآله في أ ّمته والثاني كتاب الله فيه تفصيل كّل شيء لا يأتيه الباطل من بين يَديه ول من خلفه فالمعول علينا في تفسيره لانتظنّى تأويله بل نتيقّن حقائقَه فأطيعونا فإن طاعتَنا مفروضة إذا كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة قال الله عز وجل أَطيعوا الله وأَطيعوا الرسو َل وأولي الأَمر
منكم فإن تَنَا َزعتم في َشيء فردوه إلى الله والرسول وقال تعالى َولوردوه إلى الرسول َوإلى أولي الأمر منهم لعلمه
الَّذيَن َيستَنبطونَه منهم َولَوَل فَضل الله علَيكم َو َرحَمته َلتبعتم الشيطان إلا قَليل
2-الآخذُ بالقسط والأخذ بالعدل بمعنى المحافظة عليه بنحو يكون به قوام كل حكم يصدر وكل قانون يعمل به فيكون العدل مهيمنا تماما على حركة الإمام الذي يسير بالناس سواء لناحية رعاية حكم الله عز وجل أو لناحية عدم العدوان على أحد يقول عليه السلام َمن رأى سلطانا جائرا مستَحّلا لحرم الله ناكثا لعهده مخالفا لسنَّة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم
والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقّا على الله أن يدخلَه مد َخلَه
3 -الدائن بالحق فالإمام الحق هو الذي يكون خاضعا للحق لا يخالفه ولا يتأولوله على غير وجهه ثم أقبل عليه السلام على الوليدوقال أيهاالنَّاس إنَّكم إن تَتَّقوا الله وتعرفوا الحَّق لأهلهَ يكن أرضى لله،ونحن أهلَ بيت محَّمد أولَى بولاية هذا الأمر من َهؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين بالَجور والعدوان
4- الحابس نفسه على ذا ِت الله ففي خطابه (عليه السلام) لحاكم المدينة آنذاك لما طالَبه بالبيعة قال عليه السلام إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلَف الملائكة بنا فَتح الله وبنا يختم ويزيد رجل فاسق َشارب الخمر قاتل النفس المحترمه معلَن بالفسق ومثلي لا يبايع مثلَه ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرو َن أيَّنا أحق بالخلافة
إذا الحسين ع ثار لأجل الحفاظ علي قيم وتعاليم ومفاهيم الدين الذي اتى به النبي صلى الله عليه واله لذا علينا ان تحافظ عليه وعلى تعاليمه بشكل صحيح ولا يجوز ان نحرف افكاره بروايات لا نعرف صحتها تجعل من النبي والأئمة ناس عاديين كما نسمعه من بعض الخطباء نتيجة عدم علمهم بعقائد ومفاهيم الدين نتيجة عدم اطلاعهم على شخصية اهل البيت ع الذين هم فوق الخطأ والشبهات
عظم الله أجو َركم بذكرى حلول شهر محرم الحرام وكتب الله لكم أجر المشاركة في مجالس الحسين عليه السلام