كنا دائماً نردّد: #أميركا_واسرائيل_وجهان_لعملة_واحدة..
ومنذ نعومة أظافرنا شربنا الكره لإسرائيل وأميركا من ثُدِيِّ أمهاتنا.. ونشأنا على ذلك.. وكنا قد تعلّمنا من قاداتنا الذين سبقونا الأموات والأحياء والشهداء الكثير من العِبَر والدروس حول حقيقة إسرائيل واستبداد أميركا على العالم .. وأن إسرائيل هي الطفل المدلّل لأميركا..
كبرنا وخضنا المعارك والحروب مع العدو الغاصب المدعوم من أميركا.. مرّت علينا المِحن والويلات منذ العام ١٩٧٨ حتى تموز ال٢٠٠٦ من فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان من جنوبه حتى بيروت، فبدأت المواجهة الشعبية لهذا العدو بأضعف الإمكانات والتي قادها الإمام المغيّب السيد موسى الصدر.. فأسس حركة المحرومين لدعم قضايا الطائفة الشيعية منذ ال١٩٧٤ والذي اثار ريبة الأعداء.. خافوه وتآمروا عليه فأخفوه بالتعاون مع النظام الليبي انذاك عام ١٩٧٨..
وتدحرجت كرة الثلج عند الشيعة الصدريين وأعلنوا ثورتهم ضد المحتل وبدأت المواجهة لطرد العدو من خلدة الى ما بعد الليطاني بفعل ضربات مجاهدي حركة أمل وعملياتهم العسكرية والإستشهادية الموجعة التي على أثرها خسر العدو الكثير من جنوده في العديد من المناطق المحتلة والتي أجبر العدو على التراجع أكثر الى الوراء ليرسم له حدوداً ويبقى جزءٌ من الجنوب والبقاع الغربي تحت امرته بالتعاون مع أحد ألوية الجيش اللبناني الذي سلّم نفسه للعدو تحت اسم جيش لبنان الجنوبي بقيادة انطوان لحد التابع لأمرة العدو الإسرائيلي..
استمرت اسرائيل وعملاؤها بالتنكيل وسياسة الاضطهاد بالجنوبيين العزّل تحت انظار الرأي العام الدولي وبرعاية أميركية ، كما ترافق مع هذه السياسة العمليات البطولية للمقاومة اللبنانية حتى العام ١٩٨٢ حين خرج من رحِم هذه المقاومة مقاومة سمّيت بالمقاومة الإسلامية.. وذلك بالتزامن مع اشتعال الثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني ضد شرطي الخليج وعين الولايات المتحدة في المنطقة رضا بهلوي.. الذي دام حكمه للعام ١٩٧٨ وال١٩٧٩ والتي انقضت بخروج الشاه من ايران ودخول الامام الخميني إليها منتصراً قائدا ومفجّراً للثورة محوّلاً بلاداً كانت تحت النفوذ الأميركي الى جمهورية إسلامية..
لم تسكت أميركا ولم ترضَ بالخسارة وبدأت باستخدام أذرعها في الخليج ، طالبة من صدام حسين التدخل العسكري واجتياح إيران عام ١٩٨٠ والتي كلفتها آلاف الشهداء.. حتى انتهاءها عام ١٩٨٨..
وبعد انتهاء ايران من نفض غبار الحرب عنها واسترجاع قوتها في المنطقة عادت حيث لم تتوقف عن دعمها للمقاومة اللبنانية والإسلامية وجميع المقاومات لمواجهة إسرائيل دعما عسكرياً ومادياً..
وبعد هذا السرد المختصر ..
يأتي قائلون وهم كثر بأن المشكلة اللبنانية الحالية هي ليست بسبب النظام الحالي الفاسد وكمية الهدر الحاصلة، وإنما هي نتيجة الصراع الإيراني الأميركي بحيث ان لبنان هو ساحة المعركة لتصفية الحسابات بينهما.. وأميركا بفرضها العقوبات على إيران تقوم أيضاً بمعاقبة الدول الحليفة لها كسوريا والعراق واليمن او بما يُسمّى بأذرع إيران في المنطقة وخاصة حزب الله .. وذلك بالتضييق عليه من خلال مؤسساته وإدراجه على لائحة الإرهاب .. وهذا العقاب سوف يطال الحكومة اللبنانية ورئيس البلاد وجميع الحلفاء الذين يشرّعون هذا الحزب ويأمنون له الشرعية لمواجهة إسرائيل والتي باتت على وشك الخوف من (الزوال) بعد تضخّم جسم الحزب وتطوّر إمكاناته العسكرية والقتالية خاصة بعد خوضه أشرس الحروب في سوريا والعراق ضد ما يُسمّى دولة الإسلام وضد المجموعات التكفيرية المتنوّعة والتي انتصر عليها رغم الدعم الخليجي الأميركي الخيالي لها ..
هذا ليس تحليلاً سياسياً ولا عسكرياً.. انما حقيقة يدركها كلُّ العاملين بالسياسة..
نعم هناك صراع إقليمي يتمحور بين قوّتين بين أميركا وإيران..
ولكن بالنسبة لنا نحن بيئة المقاومة التي أسّسها فكر الإمام الصدر والتي من أهم قواعدها القضية الفلسطينية وحقّ العودة، ومواجهة المحتل بكل انواع السلاح مهما كان وضيعاً وبما أوتينا من قوة ولو بأسناننا.. وتحرير أرضنا.. وطرد كل مغتصب لمقدساتنا..
اليوم هذه المقاومة هي روحنا ونفسنا وأنفاسنا.. هي قوتنا وضمانة عيشنا بكرامة .. هي درعنا الواقي من أي اعتداء او تهديد خارجي او داخلي..
والمعادلة واضحة .. مقاومة موجودة بقوتها ضد إسرائيل والتي تشكل خطراً على وجودها وأمنها وأمانها واستقرارها.. وهذا ما يزعج الأم لهذا العدو..
والخلاصة ولا نخجل بها ونقولها ونرددها بأن الأم الغبية وطفلها المدلل الجبان هما عدوان لنا شئتم ذلك أم لا..
لا مساومة مع العدو الأميركي الإسرائيلي على بلدنا ووجودنا .. لن نرضخَ لتهديداتكم ووعودكم ووعيدكم.. سنواجه بما معنا من قوّة ..
الله دائماً كان معنا.. إيماننا به وبالمسيرة هو إيمان نابع من قلوبنا وعقولنا.. سلاحنا ولو كان وضيعاً بين أيدينا..
سنواجهكم وحتماً النصر حليفنا..
يونس
١٩ تشرين ثاني ٢٠١٩
#أميركا_وإسرائيل_وجهان_لعملة_واحدة