بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الجمعة الثانية أخاطبكم عبر التواصل الاجتماعي بسبب ظروفنا القاهرة التي نمر بها سائلين المولى ان يخرجنا منها ويصادف اليوم يوم المبعث النبوي الشريف في السابع والعشرين من شهر رجب الاصب
روى الشيخ المفيد، أحد أهم كبار علمائنا، عن ابن قولويه بسند ينتهي إلى الإمام الصادق، عليه السلام، أن في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب، الاصب نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله.
ويعتبر هذا الحدث المعروف بـ “المبعث النبوي” واحدة من أهم نقاط التحوّل في تاريخ الإنسانية، بعد أن جاء النبي صلى الله عليه وآله برسالة سماوية دحض بها المعتقدات الباطلة والخرافات التي كانت سائدة في مجتمع شبه الجزيرة العربية آنذاك.
ولا تقتصر أهمية هذا الحدث على الجانب العقائدي أو الفكري وحسب، وإنما يرتبط بسيادة “العدل” الإلهي الذي أرسى دعائمه النبي على مدار ثلاثة وعشرون عاماً منذ يوم مبعثه، والذي تسعى الأمم إلى تحقيقه حتى يومنا هذا منذ انقطاع الوحي.
وتشير الروايات الشريفة إلى أن النبي كان يذهب كل يوم إلى غار حراء يصعده وينظر من أعلاه إلى آثار رحمة الله، وإلى أنواع عجائب رحمته وبدائع حكمته، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار الارض والبحار ، فيعتبر بتلك الآثار، ويتذكر بتلك الآيات، ويعبد الله حق عبادته.
وبحسب هذه الروايات، أنه لما بلغ صلى الله عليه وآله الأربعين عاماً، هبط عليه جبرائيل عليه السلام بوحي من الله وقال: يا محمد اقرأ، قال: وما أقرأ ؟ قال يا محمد “اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم “ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربه عزوجل.
“استمعوا له وأطيعوه”
وفي رواية أخرى، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، سرد فيها تفاصيل نزول الوحي على النبي، و الأمر بإنذار عائلته والأقربين منه بقوله تعالى: “وانذر عشيرتك الأقربين”، ينقل فيها قول النبي: “يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله عزوجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي؟ قال: فأمسك القوم، وأحجموا عنها جميعا، قال: فقمت وإني لاحدثهم سنا وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا، فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به، قال: فأخذ بيدي، ثم قال: إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع”.
يوم المبعث هو يوم الهداية ورفض عبادة الأصنام المصنوعة من البشر أنفسهم هو يوم انتصار الحق والعدل والإنسانية يوم رفض الجشع البشري والطمع يوم استبشر المظلومون و الفقراء بأمل ات من السماء لذالك كان قبول دعوة النبي ص من قبل الشرفاء والفقراء والعقلاء الرافضين لشريعة الغاب وكان رفض الدعوة من الظالمين الجاهلين وكان الصراع بين الايمان والكفر الخير والشر والحق والباطل وشريعة الله وشريعة الغاب إلى يومنا هذا
كما تحمل النبي ص لقاء خياره الكثير من التعب والعناء والخطر والقهر كما تحملها من بعده أهل بيته الاطهار ع ومنهم ع الإمام السابع موسى الكاظم ع الذي نعيش يوم شهادته قبل يومين الذي بقي في السجن سنوات عديده استغلها بالعبادة لله
ونحن اليوم نعيش اجواء قريبة من تلك الظروف منها شريعة الظلم العميل تبرءه المحكمة العسكرية باجماع قضاتها مع انه واضح انه قاتل وخسيس و عميل ومُعذب لابناء بلده إطاعة لعدوٍ ظالم
مع ان هذه المحكمة من ضباط عسكريين وهناك سجناء لتهم بسطه كإضافة غرفة في بيته لإيواء عائلته او تكلم عن زعيم والغريب ان الكل يستنكر الأمر وهم المعنيون سواء كانوا على علم او لا
الأمر الثاني هذا الوباء الذي يغزو بلادنا ان نلتزم بتعليمات المعنيين من الحجر وعدم الخروج او التجمعات والتعقيم والدعاء والابتهال إلى لله ان يشفي المرضى
لنحترم نعمة الحياة التي اعطانا الله إياها ولتكن فرصه ان تعيش العائلة مع بعض ويتحدث الأب والأم مع أولادهما والإخوة مع بعضهم البعض كما اننا ملزمون بتكفل بعضنا البعض من مساعدة المحتاجين بالمال والدواء والرعاية وللمناسبة يجوز دفع الحقوق الشرعية لأي محتاج وهنا اتوجه بالشكر لكل الساعين لمساعدة المحتاجين واتمنا من الجميع تحمل المسؤولية أمام اهلنا
وفي الختام عظم الله اجركم بشهادة الإمام الكاظم ع
كما نبارك لكم يوم المبعث النبي الشريف
كما نبارك لكل الأمهات بيوم عيدهن ورحمة الله إلى امهاتنا الموتى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم الشيخ قاسم سبليني