عندما خُلِقَتْ خُلِقَ الأَلَم، لا أب تلجأُ إليه تلك الفتاة اليتيمة الصغيرة منحت بدقات قلب ونبضات، أبصرت جوري النور يتيمةٌ بلا أب، بلا سند وبلا ملجأ تلجأ إليه، حرمها القدر من مناداة كلمة أبي أعذب كلمة نطق بها اللسان وألطف قلب.
أن تفقد أباك مَعناه أنك تخسر الجدار الذي تستند إليه ويجعلك في مَهب ريح قد لا ترحم من هم أمثالك.. أن تفقد أباك مَعناه أن تفقد السماء التي تجود بنبع الحب والحنان.. أن تفقد أباك مَعناه أن تفقد المَظلة التي تحميك من الشرور وتجعلك وحيداً في مُواجهة العالم.. أن تفقد أباك ليس مَعناه اليتم فقط، بل يعرف من يتعامل معك أنك وحيداً أمامه وربما أمام طموحه ومطامعه.
سامر.. يا صاحب الوجه النضير.. يا تاج الزمان.. يا صدر الحنان.. أنت الحبيب الغالي.. وأنت الأب المثالي.. وأنت الأمير.. لو كان للحب وساماً.. فأنت بالوسام جدير.. يا صاحب القلب الكبير، لا نعلم كيف أهنيك وكنت نتمنى أن تكون بيننا لتشاركنا فرحة قدوم مولدتك (جوري) عهداً لك أن نحميها بأشفار عيوننا.