لبنان المنكوب

هذه المساحة حرة وتعبر عن رأي الكاتب فقط 

 

 

الاستاذ يونس يونس

 

في بلد منكوبٍ ك لبنان
سيارات الإطفاء تُستعمل لملء (بيسّينات) قصور المسؤولين وري حدائقهم وتنظيف طرقاتهم ..
أما لإطفاء الحرائق فنستعين بالأصدقاء بعد امتدادها ووقوع الخسائر الجسيمة وفوات الأوان..
في بلد منكوبٍ ك لبنان
نكتشف في خضم الصراع مع النيران ان الطائرات المخصصة للإطفاء التي تمّ شراؤها لا تصلح حالياً للإستعمال بسبب عدم الصيانة بحجة الكلفة العالية.. بالمقابل هناك هدر بالموازنات يفوق قدرة العقل لاستيعابها..
في بلد منكوبٍ ك لبنان
يبقى المسؤولون والمعنيون رغم الكوارث الواقعة متفرّجين صامدين لا تهزّهم الشتائمُ ولا التهديدات ولا موتُ الناس ولا فقرهم وجوعهم والمصائب التي تتساقط على رؤوسهم..
في بلد منكوبٍ ك لبنان
الناسُ فيه كمَثلِ عاشقٍ يتلقّى صفعاتٍ من معشوقته فيتوجّعُ متلذّذاً.. هؤلاء الناس هم صنفان:
صنف عاشقٌ ملوّعٌ راضٍ بقضاءِ العشقِ وقدره.. وصنفٌ عاشق يخاف لومَ معشوقته خوف خسارتها..
في بلد منكوبٍ ك لبنان
رأس الهرم فيه لا يحقّ له إصدار الأوامر وتجاوز الحدود المُعطى له.. فيكتفي بالوقوف على الأطلال والتغزّل بجمال بلده وأمنه وتمثيله أمام الأمم..
في بلد منكوب ك لبنان
الخجلُ لم يعد موجوداً .. وعاهرةُ الشارع تطلقُ العنانَ لعُهرها والمتفرجون كُثر.. والمصلحون لا زالوا يدرسون عدد النجاسات والمطهرات..
في بلد منكوبٍ ك لبنان
رجالُ الدين يتمتعون بامتيازاتٍ خاصة أُعطِيت لهم ليكونوا جهازَ تحكّم بطوائفهم.. فينعمون وأبنائهم والحواشي ومدّاحيهم بخيرات الطائفة..
في بلد منكوبٍ ك لبنان
الجميع ينتظر وقوعَ الشجرة التي نخرها السوس ..
فهي لا تحتاج لعاصفة بل لبضع صفقات واتفاقات وسمسرات..
وتقع على رؤوس أصحابها..
اما الجلادون .. فقصورهم في أوروبا تنتظرهم وحساباتهم المصرفية أضحت كنوزاً لا تأكلها النيران ..
في بلد منكوب ك لبنان
يبقى الوضع منكوباً لحين اندلاع الحرب العالمية الثالثة.. والحل بانتداب جديد يحلّ شرعية الدولة ويصيغُ لها مساراً جديداً .. عسى أن لا نرى نفس الجلاّدين فقد مللنا وجوهم..

Exit mobile version