خَطَفَ مُعلّمة واحتجزها في شاليه 3 أشهر بحراسة والدته
سمر يموت- لبنان 24
|27-10-2019 |
في بلد تسود فيه شريعة الغاب، يستطيع رجل في العقد الرابع أن يخطف معلمة من مركز عملها، تحميه سيارة مواكبة سوداء اللون، ينتقل بها الى شقة مجهولة، يوجه المسدس الى رأسها، يُجبرها على تسجيل شريط ڤيديو لأهلها تخبرهم فيه أنّها ذهبت خطيفة مع من تحب. تمرّ الأشهر الثلاث، هاتف المعلّمة مقفل، فيما هي تتعرّض للإغتصاب اليومي، على مرأى من “حماتها”، من قبل “زوجها” الذي بدّل ديانته من المسيحية الى الشيعية. وفي بلد تسود فيه شريعة الغاب يستولي الشاب على أموال ضحيّته، يبيع سيارتها ويضربها ويربطها بالكرسي كلّما خرج ويُكلّف والدته بحراستها.
دخل المدعى عليه “شربل.ش” منزل المدعية (نتحفّظ عن ذكر إسمها) وعرّف عن نفسه أنّه يدعى “شربل.ح”، فيما تبين أنّ بحقه دعاوى كثيرة وان زواجه الأول إنتهى بالبطلان مع منعه من الزواج ثانية إلا بإذن كنسي من المحكمة الروحيّة.
وكان أن توجّهت المدعية (وهي معلمة مدرسة) بسيارتها من منزلها في بطشاي، الى المدرسة التي تعلّم فيها في منطقة المريجة، وعند خروجها من عملها كان “شربل” بانتظارها، فلحق بها بسيارة سوداء برفقة أحد الأشخاص وقطع الطريق عليها، ونزل من سيارته وصعد مسرعاً في سيارة المدعية، فيما استمرت السيارة السوداء التي كان المدعى عليه بداخلها تلاحق سيارة المدعية.
أجبر “شربل” المعلّمة على التوجّه الى منطقة الدكوانة، حيث كانت والدته تنتظره على الطريق مع حقيبة كبيرة، فصعدت معهما وأجبرا الفتاة على التوجه الى بلدة كفر صارون في الشمال. سألت المعلمة “شربل” إذا كان قد خطفها فطلب منها أن تصمت وأمرها أن تتصرف بشكل طبيعي واستولى على هاتفها وأقفله. وفي إحدى الشقق أجبر “شربل” الفتاة ، تحت وطأة التهديد بالمسدس بالقتل، أن تصوّر فيديو لتقول لأهلها أنها ذهبت معه بكامل إرادتها لأنها تحبّه، ليتوجه بعدها الى شيخ لدى الطائفة الشيعية حيث راح ينتقد أمامه الديانة المسيحية ويحقّر الرهبان وطلب من الشيخ تغيير مذهبه.
حاول الشيخ إقناع الشاب تأجيل زواجه الى اليوم التالي، لكن والدة المدعى عليه “سعيدة.م” أصرّت على أن يكتب إبنها كتابه في اليوم عينه، فانصاع الشيخ لرغبة الوالدة وإبنها بعدما قال للفتاة “ما تدخليني بمشاكل مع أهلك وهكذا أكون سترت عليك”. وقعت المدعية على عقد القران بغير توقيعها تحت الضغط والإكراه، سُرّت والدة “شربل” بعقد القران وكانت تقول أنها ستستعمل العقد ضد امرأة ابنها الأولى كسلاح لتتراجع عن دعوى النفقة لإبنتها وإلاّ ستصبح الإبنة شيعيّة.
لم تقتصر حالة الإكراه على الزواج فقط بل أجبر “الزوج” “زوجته” الى تنظيم وكالة عامة له لدى كاتب العدل، واستولى على بطاقتها المصرفية وراح يسحب منها الأموال التي بلغت الـ 3500 دولار أميركي، ووصل به الطمع الى الإستيلاء على راتبها من المدرسة .
كانت الوالدة تشدّ من أزر إبنها في كلّ ما يفعل، إنتقل الرجل للعيش مع “زوجته” في شاليه في منطقة الهري لمدة ثلاثة أشهر، كان خلالها يمارس عليها جميع أنواع الضغط والتهديد والإغتصاب أمام والدته، التي كانت تحرّضه على أفعاله وتتباهى برجولته، وكانت تحرّضه أيضاً على تأديب زوجته وضربها، فكان كلّما اضطر للخروج من الشاليه يربط المدعية بالكرسي منعاً من هربها ويضع شريطاً لاصقاً على فمها وتكون والدته ناطوراً عليها.
وبينت التحقيقات أنّ المدعى عليه لديه عدة هويات مزوّرة وأنّه عقد قرانه بهوية إسمه حقيقي فيها أمّا سجله فمزوّر ، وأنّه باع سيارة المدعية من دون علمها.
قاضي التحقيق في جبل لبنان طلب في قراره الظني عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة للمدعى عليه “شربل.ش” بجرم خطف المدعية بالعنف والخداع بهدف الزواح وكون حجز حرية الفتاة تجاوز الشهر وأحاله للمحاكمة مع والدته “سعيدة” التي ظن بها بالتدخل بالجرم، أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.